مايو 2025.. الشهر الأكثر قمعًا للصحافة في اليمن بـ21 انتهاكًا موثقًا
الأربعاء 04 يونيو ,2025 الساعة: 01:48 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة


شهد شهر مايو 2025 تصعيدًا غير مسبوق في الانتهاكات ضد الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي في اليمن، حيث وثّق مرصد الحريات الإعلامية تسجيل 21 حالة انتهاك تنوّعت بين الاعتقال التعسفي، التهديد، المحاكمات غير العادلة، وفرض قيود مشددة على حرية النشر والتصوير.

وفي أبرز الانتهاكات، أصدرت محكمة حوثية في صنعاء حكمًا بسجن الصحفي محمد المياحي لمدة عام ونصف، على خلفية آرائه وانتقاداته للوضع العام، في محاكمة وصفها محاميه بأنها تفتقر للحد الأدنى من العدالة، وأُعلن الحكم خلالها من هاتف القاضي دون مرافعات كافية.

كما اعتقلت جماعة الحوثي ستة صحفيين وناشطين في محافظة الحديدة، بينهم طلاب إعلام ومصورون، وتم نقلهم إلى سجون سرية تابعة لجهاز الأمن والمخابرات بصنعاء، في ظروف وصفت بأنها قاسية وتفتقر إلى الضمانات القانونية الأساسية.

وفي تطور خطير آخر، أصدر مكتب أمين العاصمة بصنعاء قرارًا يمنع التصوير الميداني أو إجراء المقابلات دون تصريح مسبق من وزارة الإعلام الحوثية، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة إضافية لعزل مناطق الجماعة عن التغطية الإعلامية وتوسيع الرقابة على المواطنين ومنشئي المحتوى.

ووثّق المرصد أيضًا حالات تهديد بالتصفية والتحريض العلني طالت الصحفي عبدالرحمن الربيعي، كما اضطر الصحفي فؤاد النهاري إلى مغادرة منطقته في ذمار بعد تلقيه تهديدًا مباشرًا بالقتل ومحاولة اقتحام منزله.

ولم تسلم مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا من الانتهاكات، حيث تعرّض عدد من الصحفيين للاعتداء والاحتجاز في مأرب، تعز، حضرموت، عدن، وسقطرى. ومن بين الضحايا: الصحفي عبدالرحمن الحميدي، والمصور حسين بلحاسب، والصحفي محمد عمر، وغيرهم، في ظل استمرار الإفلات من العقاب وتقييد العمل الإعلامي حتى في المناطق التي يُفترض أن تكون أكثر حرية.

وبحسب المرصد، فقد بلغ إجمالي الانتهاكات الموثقة ضد الصحفيين في اليمن منذ اندلاع الحرب عام 2015 أكثر من 2622 انتهاكًا، بينها حالات قتل وتعذيب وإخفاء قسري، ما يعكس تدهورًا خطيرًا في واقع الحريات الصحفية، واستمرارًا للبيئة العدائية تجاه الإعلام المستقل في البلاد.


Create Account



Log In Your Account