الأحد 15 يونيو ,2025 الساعة: 08:18 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة
أكّد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور سالم صالح بن بريك، خلال زيارة ميدانية قام بها اليوم الأحد لعدد من محطات الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، على ضرورة المضي في تنفيذ إصلاحات شاملة وجذرية في قطاع الكهرباء، بما يضمن استقرار الخدمة وتحقيق حلول دائمة لأزمة الانقطاعات المتكررة التي تثقل كاهل المواطنين، خصوصاً مع اشتداد حرارة الصيف.
وخلال تفقده سير العمل في مشروع تصريف الطاقة بمحطة كهرباء خورمكسر، شدد رئيس الوزراء على الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع الذي يشمل إنشاء خطوط نقل ومحطات تحويل لتوصيل الطاقة إلى مديريات خورمكسر وصيرة والمعلا والتواهي.
وأشار إلى أن المشروع يمثل ركيزة أساسية في تحسين شبكة النقل والتوزيع، ورفع الكفاءة التشغيلية لمحطات الكهرباء، موجهاً بسرعة استكمال الأعمال المتبقية خلال مدة أقصاها شهر.
كما وجّه رئيس الوزراء بإعداد مناقصة شفافة لتعيين شركة رقابية مستقلة تتولى فحص وقود الكهرباء، ومراقبة عملية التوزيع، وضمان كفاءة الاستخدام.
وأكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن حزمة من الإجراءات الرقابية التي تهدف إلى الحد من الفساد، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المحدودة المتاحة لقطاع الطاقة.
كما شدد بن بريك على ضرورة إعادة النظر في النموذج الإداري الحالي لقطاع الكهرباء، داعياً إلى تنفيذ إصلاحات حقيقية تضمن إيجاد بنية تنظيمية فعالة وقادرة على الاستجابة للتحديات المتزايدة.
وأكد أن تجاوز الآليات التقليدية أصبح ضرورة ملحّة، مشيراً إلى أهمية تبنّي حلول مبتكرة واقتصادية في التوليد والتوزيع والتحصيل، بما يسهم في تحسين الخدمة وتخفيف معاناة المواطنين بصورة مستدامة.
واختتم رئيس الوزراء زيارته بتأكيد التزام الحكومة بالمضي قدماً نحو إصلاح قطاع الكهرباء، وتقديم كل ما من شأنه أن ينهض بالبنية التحتية للطاقة، ويؤسس لخدمة مستقرة تلبي احتياجات المواطنين وتحترم حقهم في حياة كريمة.
وتعاني المناطق المحررة في اليمن، وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن، من أزمة كهرباء مزمنة ومعقدة تعود إلى سنوات ما بعد الحرب، وتفاقمت بفعل غياب البنية التحتية المتماسكة، وسوء الإدارة، والانقطاعات المتكررة للوقود، إضافة إلى غياب الاستقرار المؤسسي.
وباعتبارها العاصمة المؤقتة ومركزاً سكانياً وخدمياً رئيسياً، تحتل عدن موقعاً حساساً في مشهد الطاقة في اليمن. لكن على الرغم من ذلك، تعاني المدينة من ضعف مزمن في التوليد، وتدهور شبكة النقل والتوزيع، وارتفاع الفاقد من الطاقة، في ظل زيادة الطلب خلال الصيف. وتصل ساعات انقطاع الكهرباء في فترات كثيرة إلى 20 ساعة يومياً، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة السكان، والمرافق الصحية والتعليمية، والنشاط الاقتصادي.