الأحد 22 يونيو ,2025 الساعة: 07:00 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة
قالت مصادر سياسية واستخباراتية يمنية أن جماعة الحوثي تعتبر بقاء النظام الإيراني مسألة "وجودية"، وترى أن سقوطه سيعني نهايتها المحتومة، نظراً لاعتمادها شبه الكلي على الدعم السياسي والعسكري من طهران، والذي مكّنها من البقاء ومراكمة النفوذ في وجه خصومها المحليين.
وأكدت المصادر، بحسب تقرير نشره صحيفة الشرق الأوسط، أن الجماعة، التي تسببت في تشريد 4.5 مليون يمني واعتقال الآلاف، باتت تخشى من ردة فعل انتقامية شعبية في حال انهار نظام ولاية الفقيه الذي شكّل لها حبل النجاة، ليس فقط لتمكينها عسكرياً، بل أيضاً لتوفير الغطاء السياسي الإقليمي والدولي.
وفي سياق متصل، شدد باحثون ومسؤولون سابقون على أن الدعم الإيراني للحوثيين لم يبدأ مع الحرب في صعدة فحسب، بل تعود جذوره إلى منتصف الثمانينات، حين زار مؤسس الجماعة حسين الحوثي ووالده بدر الدين طهران ودمشق، في رحلة وضعت اللبنة الأولى للارتباط الآيديولوجي والعسكري مع "محور المقاومة".
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين تسللوا إلى مفاصل الدولة اليمنية والأحزاب السياسية منذ عقود، مستفيدين من حالة العداء التي وُجّهت نحو جماعة الإخوان المسلمين، ما مكّنهم من اختراق مكونات اليسار والقوميين وحتى حزب المؤتمر الشعبي الحاكم آنذاك، ليظهروا بمظهر "البديل المعتدل".
ولفت التقرير الى رفض أحزاب "اللقاء المشترك" إدانة التمرد الحوثي المسلح عند بدايته، قبل ان تدين العملية العسكرية الحكومية، وهو ما منح الجماعة غطاءً سياسياً أتاح لها التمدد وفرض وجودها كقوة أمر واقع، وصولاً إلى انقلابها على الدولة عام 2014.
وفي ضوء التصعيد بين إيران وإسرائيل، أثارت مواقف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تساؤلات، بعدما اكتفى في آخر خطاب له بالدفاع عن "سلامة نوايا" طهران بشأن ملفها النووي، دون تقديم دعم واضح لها، ما عكس– بحسب مراقبين– حجم الحذر والخشية من تداعيات انهيار النظام الإيراني.
ورأى الباحث اليمني محمد حسين القاضي أن التدخل الإيراني في اليمن، الذي كان يُنظر إليه بشكّ وتحفّظ قبل 2011، بات اليوم سافراً ومباشراً، مستغلاً الفوضى التي أعقبت سقوط نظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح لتعزيز النفوذ في صنعاء وتوسيع دائرة الدعم للحوثيين بشكل غير مسبوق.