الثلاثاء 20 يونيو ,2023 الساعة: 06:13 مساءً

الحرف28 - خاص
أكد المدير التنفيذي للمرصد اليمني للالغام، فارس الحميري، أن الألغام البحرية تشكل خطرا كبيرا على اليمنيين لما لها من تأثير مباشر على حياة الآلاف من الصيادين وتداعياتها على الأمن المائي في البحر الأحمر.
وقال الحميري، في كلمة له خلال فعالية نظمتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان على هامش انعقاد مؤتمر اتفاقية حظر الألغام والمنعقد في جنيف خلال الفترة من 19 إلى 21 يونيو الجاري، إن الألغام البحرية جزء من سلاح الألغام الذي يشكل واحدا من أخطر وأبشع ملفات الحرب اليمنية.
تعاني اليمن منذ عشرات السنين من كارثة الألغام بسبب الصراعات المستمرة خاصة في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وفي العام 2014 كانت اليمن على وشك إعلانها منطقة خالية من الألغام بعد سنوات من الجهود المضنية في عمليات التطهير والنزع، لكنها عادت الى نقطة البداية نقطة الصفر، حيث أصبحت اليمن تصنيف كواحدة من أكثر المناطق ملوثة بالألغام على وجه الكرة الأرضية.
وأضاف مدير المرصد، أن الحرب التي شنتها جماعة الحوثي على مناطق واسعة في اليمن والمستمرة منذ نحو تسع سنوات، رافقها زراعة مكثفة للالغام بكافة انواعها واشكالها.
وأكد أن المليشيا الحوثية، نشرت الالاف من الألغام البحرية في المياه اليمنية بالبحر الأحمر قبالة محافظة الحديدة غربي البلاد.
وقال إن الألغام البحرية مثلت واحدة من الاسلحة الفتاكة التي ركز عليها الحوثيون خلال حربهم، حيث نشروا كميات كبيرة من الألغام البحرية متعددة الاحجام والاشكال والمهام.
ووفق الحميري، نشر الحوثيون الالغام البحرية في المياه اليمنية بالبحر الأحمر وعلى امتداد الشاطئ الغربي اليمني من باب المندب جنوبا الى ميدي شمالا وخرجت مع ذلك مناطق اصطياد واسعة عن الإنتاج كان يقصدها الصيادون التقليديون، حيث أصبحت معظم مناطق الاصطياد تمثل خطرا حقيقا على الصيادين الذين يعيلون عشرات الالاف من الاسر.
وذكر الحميري، ان المرصد اليمني للألغام، رصد ووثق مقتل واصابة العشرات من الصيادين في سواحل مديرية الدريهمي والخوخة وفي محيط بعض الجزر اليمنية، آخرها حادثة مقتل صياد في محيط جزيرة "الشناطيب" قبل أسابيع، حيث انفجر لغم بحري بقارب اصطياد كان على متنه.
والى جانب الخسائر البشرية التي تخلفها الألغام البحرية التي نشرها الحوثيون بكثافة في الشاطئ الغربي اليمني دٌمرت العشرات من قوارب الصيد وبعض الألسن البحرية وممتلكات عامة وخاصة .. كما طفت كميات من تلك الألغام من المياه اليمنية الى المياه الاقليمية، وتسبب هذا التلوث بتصاعد المخاوف لدى الوكالات البحرية الامر الذي ادى الى رفع التأمين على السفن التجارية التي تنقل البضائع والسلع، يضيف مدير المرصد اليمني.
وأكد الحميري، ان هذه الألغام البحرية تهدد وبشكل خطير سلامة حركة الملاحة التجارية الدولية.
وقال "وفقا للمعلومات التي تحققنا منها في المرصد اليمني للألغام، فان عددا من الجزر اليمنية في البحر الأحمر، أحاطها الحوثيون بالألغام البحرية، خاصة محيط جزيرة ميون قرب باب المندب الممر المائي الدولي الهام وأرخبيل حنيش وجزر الطرفة وترمة ورشة وجزيرة كمران بالاضافة الى الجزر الواقعة شمال البحر الأحمر أبرز هذه الجزر ذو حراب والفشت و بكلان و طواق والعاشق و مناحسات وسانا و زمهر والظهرة وغراب بعض هذه الجزر تقع بالقرب من المياه السعودية".
كما نشر الحوثيون ايضا الالغام البحرية بكثافة على مقربة من محيط خزان صافر العائم المتهالك والذي تعمل الأمم المتحدة حاليا على محاولة انقاذه.
ودعا مدير المرصد اليمني للالغام، الفرق الفنية العاملة في منطقة صافر الى أخذ الحيطة والحذر من الألغام البحرية تجنبا لوقوع أي كارثة ووضع آليات مراقبة مستمرة خاصة وان بعض الألغام البحرية التي تم نشرها متحركة.
وفقا للاحصائية التي لدى المرصد اليمني للالغام، فان الفرق الهندسية البحرية عثرت خلال الفترة الماضية على 3452 لغما بحريا، تم تفكيك هذه الألغام والتخلص منها ودرء مخاطرها.
ووفق الحميري، فإن الالغام البحرية التي نشرها الحوثيون في البحر الاحمر بعضها لم تكن ضمن تسليح الجيش اليمني سابقا ، بعض هذه الألغام التي تم نشرها الغاما خطيرة وفتاكة ومحرمة دوليا.
وأضاف ان هناك ألغاما بحرية تم تصنيعها محليا حيث استخدم الحوثيون سخانات المياه و اسطوانات الغاز و أوعية حديدية مختلفة وتم تعبئة تلك الأجسام بمواد شديدة الانفجار.
بعض أنواع الألغام التي عثرت عليها الفرق الهندسية عبارة عن ألغام اعتراضية وأخرى صوتية وألغام بحرية ذات حساسية شديدة اضافة الى الغام تعمل بالأشعة وبتقنيات متنوعة. وقال الحميري، إن كل ذلك يشير الى التطور الكبير في مجال تصنيع الألغام البحرية والذي يؤكد وجود خبرات أجنبية وراء هذا التطور.
إلى ذلك، زرعت الجماعة الغاما فردية وعبوات ناسفة مموهة ووضعت اشراك خداعية في الآبار ومحيط مصادر المياه التي يعتمد عليها السكان في مناطق واسعة في المحافظات الشمالية من البلاد.
تبرز هذه المشكلة الكبيرة في محافظتي الحديدة وتعز، حيث رصد ووثق المرصد اليمني للألغام عددا من حوادث انفجارات ألغام في آبار ومصادر مياه شرب، وعيون مياه في بعض السهول والأودية والجبال والتي يقصدها السكان في المناطق الريفية وعلى وجه رعاة الماشية من الحيوانات، وسجل المرصد خسائر بشرية لحقت بالمدنيين معظمهم من النساء والأطفال، بحسب المدير التنفيذي للمرصد.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن مليشيا الحوثي زرعت أكثر من مليوني لغم، تسببت بمقتل وإصابة ما يزيد عن 20 ألف مدني، بحسب بعض التقارير.