الأربعاء 09 أُغسطس ,2023 الساعة: 06:56 مساءً
عندما يعمل الإنسان بكل إخلاص وضمير، ويتقن في عمله مقابل أن يتقاضى ما تيسر من إعاشة من حكومة لا تمتلك أدنى مسؤولية تجاه هذا الموظف البسيط، وفي بلد الاغتراب الذي لجأ اليه من حرب قاسية، ومشروع خارجي تربص ببلده المتهالك، كان يحمل معه مشروعه الوطني الذي يحلم فيه ليلاً ونهاراً ليعود إلى بلده رافعاً راية الانتصار، لكن دون جدوى؛ يصحو من حلمه ليجد من هم معه من الموكلين بهذا المشروع يتقاسمون الوطن كالكعكة فيما بينهم.. فهناك مليشيات تأكل قوت المواطن .. وهنا أدعياء للوطنية ينهشون ويبيعون ماتبقى من الوطن.
بين هذا وذاك ينتهي الموظف ويموت إما جوعاً أو خوفاً أو قتيلاً أو مريضا، ومع ذلك
استمرت المناشدات والمطالبات لمجلس القيادة الرئاسي والسلطة التشريعية ورئاسة الوزراء، وشرحنا فيه وضعنا وعجزنا عن تسديد إيجار البيوت وأرقنا فيها ماء وجوهنا أمام الملاك، وهُددنا بالطرد نحن وأولادنا..
ستة أشهر كُسِرنا فيها امام متطلبات أبنائنا وأسرنا..
ستة أشهر قد لاتكون في نظرهم شيء، لكنها مرت علينا كالعلقم وأخذت من عمرنا سنين..
ستة أشهر من المعاناة والديون التي أثقلت كاهلنا وأحرجتنا أمام القريب والبعيد..
ستة اشهر من الوعود لأصحاب البيوت والديون، والتهرب من الالتزامات الأسرية، ومع هذا صمدنا وناضلنا وقاتلنا وأخرجنا من ضعفنا قوة، ومن انكسارنا انتصار، تحدثنا باسمهم، وأوصلنا صوتهم، ودافعنا عن مشروعنا ومشروعهم، وعايشنا واقعنا وتماشينا معه؛ ولكن وصلنا إلى حالة من الانكسار والضعف، أصبحنا بدلاً من التفكير في كيفية التخلص من المشروع الإمامي ومخلفاته الرجعية، نفكر في كيف نوجد لقمة العيش لأطفالنا. كيف ننام دون أن يُطرق بابنا للبحث عن المتأخرات من الإيجار..!!
فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.