الحوثية كحركة إمامية مناهضة لثورة 26 سبتمبر
السبت 23 سبتمبر ,2023 الساعة: 03:59 مساءً

بعد تحقيق الانتصار على الإمامة في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، لم يكن لثوارها دأبٌ أعظم من دأب تحقيق أهداف الثورة الفتية، إلا أن تلك التطلعات اصطدمت بمحاولات الملكيين البائسة لاستعادة حكم الطغاة، ورغم صمود الجمهوريين حين ذاك؛ إلا أن الذرائع الشيطانية مررت بقايا الإمامة في بنية البيت الجمهوري لخلخلته، فكانوا بمثابة معول الهدم الذي ظل يمخر ساسات الجهود الساعية لتحقيق أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وكانت كلما استنفرت الأنظمة الجمهورية التي مرت على حكم البلاد عزائمها لانطلاقة جديدة، ما تلبث فيروسات الإمامة تشل قواها مرة تلو أخرى؛ حتى وصلنا إلى اللحظة الراهنة التي عادت فيها الإمامة من بوابة التغيير وتمددت وتجذرت إلى الدرجة التي أفرغت أهداف الثورة من مضامينها.. فما الذي فعله الإمامبون الجدد بآمال الشعب في قطف ثمار الثورة بعد طول انتظار.     
                                      
مؤخرا عمدت الميليشيا الحوثية إلى بتر عبارة "إزالة الفوارق بين الطبقات.." من أول هدف من أهداف السادس والعشرين من سبتمبر في مناهجها المدرسية؛ ما يعني أن الجماعة أسفرت عن وجهها القبيح في ادعاء الحق الإلهي في الحكم والتمييز الطبقي الذي يمكنها من حكم رقاب اليمنيين وفق نظرة استعلائية لا يقبل بها عقل أو منطق ولا تتوافق والنفس البشرية التواقة إلى التحرر والانعتاق من تبعية العباد إلى اتباع رب العباد.. لقد أتت الميليشيا على كل ذلك بعد أن أنهت الهدف الثاني للثورة السبتمبرية وأفرغته من محتواه بإفراغ المعسكرات والمقرات والثكنات من صناديد الوطن وحماة الثورة واستبدلتها بطابور طويل من أتباعها الذين هيأتهم لهذا اليوم للانقضاض على ترسانة البلاد وحماتها الأشاوس.. 
كما أنها دمرت كل ما تحقق في عهد الثورة  في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، فاستولت على خزينة الدولة وسلبت المواطن قبل التاجر، وجعلت الجميع في حالة عوز دائم، وتمكنت من شق المجتمع إلى مؤيد ومعارض وفق تصنيفات مقيتة بين قناديل وزنابيل وفتحت جحيم التفرقة والنكاية بين أبناء الشعب، كما احتكرت الحكم والقرار السياسي بيدها وشلتها العنصرية وشوهت حضور بقية المكونات فجعلتهم يبدون لدى الآخرين كما لو كانوا تابعين لا شركاء، واستماتت في طمس الهوية الدينية والثقافية من خلال الشحن العقائدي الإجباري للطلاب والموظفين والمتحوثين لغسل أدمغتهم بخزعبلات الولاية وحظوة آل البيت في الحكم دون غيرهم من اليمنيين، فدمرت المساجد وفخخت المدارس بفكرها العفن وساومت الممانعين بإيقاف المرتبات والابتزاز والترهيب  والتشريد والقتل، فلم تبقِ على مجتمع تعاوني ولم تحفظ قيمة لأفراده.. لقد استعدت الميليشيا الحوثية الجار قبل الدار ، واختطفت مستقبل اليمنيين من على عتبات القرن الحادي والعشرين لتعيده إلى مستنقع ألف ومئتي عام من الاستبداد والارتهان، وأدخلته في عزلة جديدة فصلته فيها عن محيطه العربي ورؤى العالم المتقدم  لترتهن لمرجعيات قم وطهران حيث مخططات الشيطان ومآلات اللا أمان؛ فلم يبقَ مبدأ من مبادئ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر إلا داست على قيمته المثلى، واستبدلته بقيم ٢١ من سبتمبرها المشؤوم، وشتان أن تلتقي قيم السادس والعشرين من سبتمبر بضلالات الحادي والعشرين من سبتمبر الجاثم على كل شيء جميل تحقق لليمنيين.


Create Account



Log In Your Account