عن (ثورة) الثاني من ديسمبر وتزوير التاريخ!
الخميس 05 ديسمبر ,2024 الساعة: 01:30 مساءً

أمر مستفز للغاية، وتزوير للتاريخ ونحن نعيش أحداثه وبين ظهرانيه، فكيف إذا كان له مئات السنين والفارق بيننا وبينه أجيال؟!

من أعاد الإمامة إلى اليمن الحديث وتحالف معها لقتل وتهجير اليمنيين وتدمير بيوتهم، واحتلال اراضيهم، وقضى على مكتسبات اليمن واليمنيين كان علي عبدالله صالح بأجندة انتقامية وهدم المعبد على من فيه، ولولاه ما عادت الإمامة ولا دمرت اليمن.

حينما انقلب السحر على الساحر، ولدغت الثعابين بعضها، قامت الحية الحوثية بالتهام الثعبان صالح.
الثعبان الذي حاول الدفاع عن نفسه بينما كان قد فقد أنيابه بتسليمه كل المعسكرات والسلاح للحية الحوثية، كانت له الرقصة الأخيرة فقط حتى التهمته الحية الحوثية وقتلته.
قام أتباعه المساندون للحوثية، شركاء إعادة الإمامة، إلى اتخاذ يوم دفاعه عن نفسه في بيته بتسمية تلك المحاولة الدفاعية (ثورة)، في أكبر عملية تزوير حديثة.

صالح في هذا اليوم الذي يسمونه ثورة لم يقتل من الحوثية قدر ما قتل منهم الثائر الحقيقي محمد صادق السناوي في ماوية تعز، الذي كان جيشاً لوحده في مقاومة حملتهم وقتل منهم ثمانية عناصر وجرح أكثر من عشرة.

صالح سلم للحوثيين كل المعسكرات وكل الأسلحة وكل المؤسسات، وترك نفسه بلا مخالب، وتحالف معهم تحالفاً وثيقاً وهدم المعبد على من فيه، كما كان يطلق في عباراته وتهديداته المختلفة، وكان يقدح عنصرية وكرهاً ضد مخالفيه، ولا تزال خطاباته التحريضية ضد تعز وأبنائها، وضد الرئيس هادي ومنطقته (صاحب أبين) شاهدة عليه، وحتى لحظاته الأخيرة في صنعاء وخطابه الأخير ما زال يراوغ فيه ويأمل من الحوثيين التراجع عن محاصرته وقتله ولم يحرض عليهم أو يسمي الأمور بمسمياتها، وظل متردداً حتى آخر لحظة من حياته.

ما قام به صالح من دفاع عن نفسه قام به بشير شحرة في إب، وقام به حمدي المكحل في إب، وقام به محمد صادق السناوي في ماوية، وقام به البطل عبدالله الزيلعي في مواجهة الحوثيين في رداع البيضاء، وقام به أكرم الزرقة في حجة، وقام به كثيرون في المحويت وعمران وتعز والبيضاء.

لماذا لم تسمى أعمال هؤلاء بالثورات ويتم الاحتفاء بها كما يتم الاحتفاء بما قام به صالح، واتخاذها مناسبات ثورية وطنية كما هو الثاني من ديسمبر؟!

الثورات الحقيقية التي ينبغي اتخاذها مناسبات وطنية فعلية يحتفي بها اليمنيون ويفاخرون هي:
- ثورة سلفيي دماج
- ثورة آل الأحمر في عمران
- ثورة الشهيد حميد القشيبي في معارك عمران
- ثورة الشهيد صادق مكرم في بوابة صنعاء
- ثورة آل حميقان في البيضاء، التي استمرت أعواماً كاملة إلى عام 2022 دون سند ولا دعم أذاقوا فيها الحوثية ويلات النكال
- ثورة أبناء الجنوب في الضالع وعدن التي أفضت إلى تحرر الجنوب
- ثورة الشهيد عدنان الحمادي الذي كون أول لواء عسكري مقاوم في تعز
- ثورة حفاة تعز التي كانت أشد الجبهات وأصدقها ضد الحوثية التي حرض عليها صالح نفسه (دقوهم بالقناصات) واستنزفت الحوثية آلاف القتلى والجرحى وكسرها على بوابات تعز
- الثورة الأم ثورة المطارح في مارب، وهي التي ينبغي أن تكون الثورة الأم لليمن الحديث، والتي لولاها لما كانت هناك شرعية ولا جيش وطني
- ثورات رداع المختلفة ابتداءً من عام 2014 في خبزة وانتهاءً بثورة بني الزيلعي فيها 2024.

الفارق بين كل هذه الثورات وما يزوره أتباع صالح في المخاء أن هؤلاء الأخيرين معهم أموال يبيعون فيها ويشترون، ويتودد الناس إليهم لا من أجلهم هم ولا من أجل أفعالهم ولا وطنيتهم ولا مشروعهم الذي يحملون؛ فهم بالأساس دون مشروع حتى يتبين العكس، ولكن من أجل أموالهم في ظل فقر مدقع وشح بليغ بلغ باليمنيين مبلغه، يذهب الناس إليهم مجاملة وأملاً في الحصول على مال.

محاولة تبييض صفحة صالح ومسمى دفاعه عنه عن نفسه (ثورة) هي خيانة لمئات آلاف الشهداء والجرحى، وخيانة وبيع لملايين المشردين، وخيانة لمئات آلاف الجرحى، وخيانة لآلاف المنازل المدمرة.

التوثيق التاريخي لكل جرائم صالح والحوثية قائم على قدم وساق دون تزوير، ودون تحامل أو تحيز، وبإنصاف كامل.
توحيد الصفوف، وتوحيد الكلمة مطلوبة جداً في هذا الوقت بالذات، ولكن لا يعني هذا التوحيد التنكر لكل تلك الجرائم وتبييض صفحة المجرمين، ومنحهم صكوك غفران كما تم منحه بحق شهداء فبراير.

نحن مع طارق صالح أن يخطو خطوات جديدة في سبيل المشروع الوطني دون تمويل وتوجيه أتباعه بالتحامل المستفز ضد الثوار الأوائل الذين واجهوا الحوثية في كل منعطف منذ ظهورهم العسكري في 2004 وحتى اليوم، وأن الأموال التي يبذلها لن تحجب الحقائق عن تدوينها أو إظهارها، وينبغي عدم استفزاز أسر الشهداء والجرحى بمواد إعلامية ممولة.

سنذكر كل فعل إيجابي لصالح ولطارق ولأسرته بشكل عام، وليبدأ الجميع صفحة جديدة.
نحن مع طارق إذا توجه بقواته لتحرير بقية الجبهات المحيطة بمنطقة تواجده في مقبنة والبرح، وحتى ممكن أن ننضم إليه مقاتلين وإعلاميين ولا نطالبه بمعجزات دخول صنعاء ولا ذمار؛ فهذه تحتاج التفاف كل أبناء اليمن دون استثناء.

نحن نبارك ما يقوم به طارق صالح من إنشاء بنى تحتية في المخاء وما حولها ونشد على يديه، ولكن أن يتم استدراج اليمنيين إلى الاحتفاء بناكب اليمن وتبييض صفحته فهذا سيرفضه كل حر أبي حتى لا يتم تزوير التاريخ.


Create Account



Log In Your Account