الخميس 14 ديسمبر ,2023 الساعة: 06:55 مساءً
الحرف28 - متابعة خاصة
قالت ورقة تحليلية جديدة أن الاستجابات الأمريكية والإسرائيلية للرد على تهديدات جماعة الحوثي للملاحة الدولية في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن لا تزال في أدنى مستوى لها، لكنَّها محلَّ ترقُّب، بما في ذلك اللجوء إلى العنف المضاد.
وأوضحت الورقة التي أعدها الدكتور علي الذهب ونشرها مركز المخا للدراسات أن هذا المسلك مِن شأنه مضاعفة تداعيات التهديدات الحوثية على جانبي مضيق باب المندب، وإضعاف كفاءة وفاعلية البُنى والهياكل الأمنية المحلِّية والإقليمية القائمة في ظلِّ تنامي تهديدات أخرى غير تقليدية، تقف وراءها جماعات العنف المسلحة في الصومال وإثيوبيا والسودان، وجماعات الجريمة المنظمة العابرة للبحار.
وقدمت الورقة تحليلاً في ثلاثة محاور رئيسية، يتمثل الأول في تسليط الضوء على المظاهر التهديدية التي يثيرها الحوثيون على جانبي مضيق باب المندب، في حين يتعقب الثاني المتغيرات والدوافع المحيطة بتلك التهديدات. أما المحور الثالث، فيتناول التداعيات العسكرية والأمنية الناشئة عن تصاعد التوتر في المضيق.
تتناول الورقة أيضا التخاطب بين الحوثيين وجماعات العنف في الصومال، حيث يُرصد التعاون في تهريب الأسلحة والاتجار غير المشروع بها. وبالرغم من عدم كفاية قدرات الحوثيين للقيام بعمليات قرصنة في خليج عدن، يظل التخاطب البحري جزءًا أساسيًا من استراتيجيتهم.
وتُسلط الورقة الضوء على تعزيز الحوثيين لموقفهم التفاوضي بخلق ظروف بحرية تؤثر سلباً على مصالح الوسطاء في عملية السلام، مع التركيز على المتغيرات الإقليمية والدولية المعنية، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية.
وفيما يتعلق بالعسكرة المحتملة لمضيق باب المندب، يسلط التحليل الضوء على تداول المعلومات حول محاولات الحوثيين لزيادة تأثيرهم في المنطقة، وكيف أن هذه التحركات قد تؤدي إلى استجابة دولية، خاصة من قبل الصين، والتي قد تكون لها تأثيرات غير مباشرة على الأمان الدولي.
خلص التحليل إلى أن التهديدات الحوثية تفتح بابًا للعسكرة الأجنبية لمضيق باب المندب، مما يثير تساؤلات حول استقرار المنطقة وتأثيراتها على الأمان الدولي والمصالح الدولية، وخاصة مع ارتباط إسرائيل والإمارات باتفاقات إبراهام وتداخل القضايا الإقليمية والدولية.