المؤتمرات الدولية، شعوذة دبلوماسية
الإثنين 03 سبتمبر ,2018 الساعة: 10:45 صباحاً

أولا المنظمات الدوليه والصراع الداخلي :

تعد المؤتمرات الدوليه ولجانها، أكبر ميدان لتصفية القضايا الوطنية وتمييعها، وإن أول مهمة لها هي إبقاء الصراع وإستمراره، للنهب.
فلسطين خير مثال، منذ دخلت مضمار المؤتمرات، ضاعت الحقوق وسلبت العقول وعقد لها مئات اللقاءات والمؤتمرات التي يصعب حتى على أرسطو إدراكها، ومن 70 سنه ندعو الله أن يمد بعمر قادة فلسطين ويعطيها أضعاف عمر الحوت القطبي (350سنه) حتى تستعيد ولو جزء بسيط من حقها!

وعلى طريقة فلسطين، سارت العراق وسوريا وليبيا التي أدخلت سباق ماراثوني، من المفاوضاوت والتي لن تتتهي حتى ينتقل أكثر من نص سكانها بالرفيق الأعلى وتتشظى البلد الى أجزاء صغيرة.


والآن الدور على اليمن، هذه الدولة التي تشبه بكائيه حسن الأسمر، الفرح بسطرين، والبقيه أوجاع وعذابات وجروح.

دفع باليمن لتدخل دهاليز المنظمات الدوليه المسكونة، بالجن والعفاريت. في البدء دخلتها على إستحياء، شاكية،إلا أنها الآن باكية وقد تلبسها وركبها العفاريت والمردة!


إن الحقيقه التي نجاهر بها أنه إذا لم يكن هناك نية حقيقية لحل الصراع بين الأطراف المتحاربة، فلن تحل القضيه بل ستزداد سوءا وبؤسا وشقاء.


ويعرف الصراع الداخلي من خلال أركان ثلاثه:
أن يكون داخل حدود الدوله الوطنيه ، أ ن يكون أحد اطراف الصراع الحكومة الشرعية، وثالثها قدرة المعارضه على إستمرار الصراع.

ولحل أي صراع توجد طرق ثلاث:
1- إداره الصراع،وهدفه إيقافه عند مستوى تصعيدي أقل.

2- حل الصراع بدراسة جذوره ومسبباته وتقديم الحلول الحقيقية.

3- أو بتحويل الصراع وتفريغ الطاقة السلبيه بأخرى إيجابيه.
متى ينجح الحوار:
إن نجاح أي لقاء بين أطراف النزاع سواء بحل الصراع أو إدارة الصراع يتوقف على مجموعة عناصر منها:
- قناعه المتصارعين بأن الاستمرار في الصراع سيؤدي لنتائج يصعب تحملها وسيهلك الجميع نموذج (كوريا الشماليه مع أمريكا)
- ضرورة وضع موعد نهائي لمفاوضات التسوية.
- الأهداف التي وضعت على جدول النقاش، هل تخاطب جذور الصراع ومسبباته أم أنها تحوم حولها ؟

- الطرف الثالث الوسيط، هل هو فاعل وقوي وصادق في حل المشكلة أم هو جزء من المشكلة ؟
- الأطراف الوطنية، هل هم مجرد ركاب بقاطرة الحوار أم يمتلكون الرؤيه والمشروع وخارطة الطريق والنية الصادقه لإنهاء الحرب. نموذج ذلك أطراف الصراع في الحرب الأهلية الأمريكية ، ذهب الجميع لمائدة التفاوض وهم يحملون أسلحتهم، وقالوا لن نخرج الا بحلول لشعبنا وأرضنا أو ليفرغ كل منا رصاصته على الآخر.

*ثانيا : مهمة المنظمات إبقاء الصراع للنهب

إن المؤتمرات والمنظمات ومبعوثيها ولجانها الدولية ما هي إلا شعوذة دبلوماسية ، للنهب وتصفية القضايا الوطنية، ونهب الشعوب وتمزيقها، وسنقدح حقيقة عمل هذه اللجان والمنظمات بالمثالين الآتيين:

- أولا : حقيقه اللجان، ففي تاريخ 2018/4/14 حدثت فضيحة مجلجلة حين أرسلت الامم المتحده لجنة تحقيق حول استخدام النظام السوري للكيماوي وفعلا وصلت اللجنه ظهر ذلك التاريخ إلا أنه تم ضرب سوريا بالصواريخ في صباح ذلك اليوم وقبل ان تبدأ اللجنه بمهامها !

- ثانيا أن هذه المنظمات عندما تتحدث عن المجاعات وحالات الموت تتحدث وبفمها ماء وما إن تبدأ بجمع المال، تدير العمل الإنساني بعقليه المرابي اليهودي وينطبق عليها المثل القائل: أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك استغرب !

في حالة اليمن، حولت الامم المتحدة نفسها الى بطل، ولكن بفيلم "المتسول" لعادل الامام. شحتت بإسم اليمن وطالبت بالمليارات لتفادي المجاعة في البلاد، وقالت إنها الأعلى في العالم (ونفس الكلام قيل عن دول أخرى) ، وهناك عقبة أخرى تنتظر هذه الأموال. يذهب ما يقارب60% مرتبات و25%تأمينات حياة ثم 5% مصروفات ميدانية مسح ودراسات و5% أجور مواصلات وبقية المبلغ يعامل محليا نفس المعاملة الدوليه ليصل الفتات للفقراء.

إن التاريخ سيشهد أن من يلجأ لهذه المنظمات والقائمين عليها كالمستجير من الرمضاء بالنار، وسيشهد التاريخ، وهو ذلك الكيان الذي يرانا ولا نراه، أننا أمة قامت نخبها بذبح بلدانها من الوريد للوريد.


Create Account



Log In Your Account