الأربعاء 02 يوليو ,2025 الساعة: 09:43 صباحاً
حذّرت تقارير دولية حديثة من تفاقم مستويات الفقر والانهيار الاقتصادي في اليمن، مرجحة أن يتحول البلد الذي يعاني من الحرب منذ أكثر من عقد إلى أفقر دولة في العالم إذا استمر الصراع دون حلول ملموسة.
وكشفت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) أن اليمن لا يزال يعاني من معدلات مرتفعة للفقر متعدد الأبعاد، مشيرة إلى غياب التقدّم في الحد من هذه الظاهرة خلال السنوات العشر الماضية بسبب الحرب وتأثيراتها الكارثية.
وأوضح التقرير أن نسبة الفقر متعدد الأبعاد تراوحت بين 37 و38 في المائة، بينما تجاوزت شدة الفقر 50 في المائة، في دلالة على عمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وبحسب التقرير، يأتي اليمن ضمن الدول الثلاث الأقل نمواً عربياً إلى جانب موريتانيا وجزر القمر، رغم أن دولاً أخرى حققت بعض التحسن خلال الفترة 2013 – 2023.
في السياق ذاته، صنّف البنك الدولي اليمن من بين أكثر 8 دول عربية هشاشة نتيجة الصراعات المستمرة، مشيراً إلى أن الناتج الاقتصادي للفرد انخفض بمعدل 1.8% سنوياً منذ اندلاع الحرب عام 2015. ولفت إلى أن متوسط سنوات التعليم لا يتجاوز 6 سنوات، أي أقل بثلاث سنوات من المعدل في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، وأن متوسط العمر المتوقع في اليمن أقل بـ5 سنوات، ومعدل وفيات الرضع يبلغ ضعف المعدلات العالمية المماثلة.
كما أظهرت دراسة شاملة للبنك الدولي أن 18% من سكان الدول المتأثرة بالنزاع، مثل اليمن، يعانون من مجاعة شديدة، مقابل 1% فقط في الدول ذات الدخل المنخفض غير المتأثرة بالحرب.
بدوره، حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) من أن اليمن يقف على حافة مجاعة واسعة النطاق خلال الأشهر المقبلة، ما لم يُوفَّر التمويل اللازم لاستمرار التدخلات الإنسانية المنقذة للحياة.
وقال المكتب إن أكثر من نصف سكان البلاد يفتقرون إلى أبسط مقومات العيش، فيما يعاني نحو 23% من السكان من حرمان شديد في استهلاك الغذاء، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، والتي تضم نحو 4 ملايين شخص في ظروف غذائية مأساوية.
وأكدت الأمم المتحدة أن تعطيل سلال الإغاثة وتفاقم الأزمة الاقتصادية، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يهددان بكارثة إنسانية غير مسبوقة، ما لم يُتخذ تحرك دولي عاجل لوقف هذا التدهور الكارثي.