السبت 06 سبتمبر ,2025 الساعة: 05:29 مساءً
من يبرر عنصرية الصهيونية بدعوى مواجهة العنصرية الكهنوتية الحوثية، يقع في الفخ نفسه. العنصرية الحوثية تستعبد اليمنيين باسم "الحق السلالي للبطنين من بني إسماعيل"، والصهيونية تستعبد الفلسطينيين باسم "الحق التاريخي لبني إسرائيل". في الجوهر، كلاهما مشروع إقصاء وقهر. رفض الحوثية لا يعني تبرير الصهيونية، ورفض الصهيونية لا يعني قبول الحوثية؛ لأن العنصرية قذارة واحدة مهما تلونت.. كلا المشروعين يستخدمان أسطورة "الاصطفاء" أو "الوراثة" لتأسيس نظام فصل عنصري (أبارتايد) سياسي وديني، والتسامح مع أي نظام قائم على التفوق العرقي أو السلالي هو اعتراف ضمني بشرعية هذا المبدأ، مما يفكك أي ادعاء أخلاقي في معاداة نماذج أخرى له.
لمن يدافع عن العنصرية الحوثية بحجة مواجهة الصهيونية:
من يبرر عنصرية الحوثية بدعوى مواجهة الصهيونية، كمن يطفئ النار بالبنزين. كلاهما يقوم على التمييز السلالي والطغيان المسلح. الصهيونية تقول "شعب مختار"، والحوثية تقول "ذرية مصطفاة"، وفي الحالتين النتيجة واحدة: إلغاء حق الناس في حكم أنفسهم. من يرفض عنصرية الصهيونية لا يجوز أن يقبل نسخة أسوأ منها في بلده.
لا يمكن بناء موقف مناهض حقيقي للعنصرية على أساس عنصري. مكافحة الصهيونية – كأخطر أشكال العنصرية تطبيقًا في العصر الحديث – تتطلب نقاء الوسيلة والغاية.
المعركة مع الحوثية أو الصهيونية ليست صراعًا منفصلًا، بل هي معركة واحدة ضد العنصرية بكل أشكالها. لا تتجزأ ولا تُجزّأ، لأن كرامة الإنسان وحقه في الحرية والحكم لا يقبلان التمييز ولا الاستثناء.
معركتنا ضد جوهر العنصرية القذرة التي تتخفى خلف ذرية الأنبياء أو أساطير عرقية دينية، وضد الطغيان المسلح الذي يغتصب الأرض والسلطة.
التسامح مع أي عنصرية في أي سياق هو خرق لهذا المبدأ الإنساني ويُفقد النقد الموجه للطرف الآخر مصداقيته. فكل ضعف في الدفاع عن المساواة في مكان، لأي سبب كان، يضعف الدفاع عنها في كل مكان.
المقارنة هنا ليست للتسوية بين الطرفين من حيث القوة أو التأثير، بل لكشف تماثل البنية الفكرية لكلا المشروعين:
الادعاء بامتياز مقدس (سلالي ديني).
تأسيس شرعية سياسية على هذا الامتياز، تستثني الآخر وتسلبه حقه في المساواة وتقرير المصير.
استخدام القوة المسلحة لفرض هذه الرؤية والاحتفاظ بالامتياز.