لن يصلح الحال بتعز دون ضغط مجتمع واسع
الجمعة 13 أُغسطس ,2021 الساعة: 01:50 مساءً

القيادات الأمنية والعسكرية تشتغل وفق خياراتها الشخصية وخدمة مصالحها الخاصة وليس وفق الخيارات الوطنية ..

وبالتالي ترون أن الحصار على تعز ليس طرفه الحوثي فقط ولكن قيادة الجيش الوطني التي ليس لها رؤية واضحة في التخلص من هذا الحصار وكسر الجمود حتى أن بعض المقاتلين ترك الجبهات وتوجه لغزوات الأراضي والأتاوات والبلطجة وممارسة القتل العمد واراتكلب الجرائم الجسيمة بدم بارد .. ووقاحة غير معهودة حتى من عتاة المجرمين ..
(سفك دماء أسرة الحرق نموذجا معلنا وهناك نماذج مسكوت عنها )

كبار المكلفين من رجال المال والأعمال والتجار بتعز غادروا المدينة باتجاه صنعاء والحوبان ..
لأن السلطات في المدينة لم تقدم نموذجا يحتذى به .. وبدلا من أن تكون تعز المحررة منطقة جذب الاستثمار والاستقرار أصبحت منطقة طرد ..وستظل كذلك مادام الحصار باق ..

ولن ينتعش العمران ويستع نشاط الاستثمار في ظل الحصار الذي يعيق حركة الناس والسلع ويضيف عبئا ماليا باهضا في أي عمل استثماري أو شخصي ..

في ظل هذا الجمود العسكري وغياب الضبط والربط وعدم احترام القوانين وترهل مؤسسات القضاء ..
 ليس مستغربا أن يتحول المقاتل إلى قاتل ..
هذه خطيئة لن يغفرها المجتمع والتاريخ لهذه القيادات التي تركت تفشي الجريمة باعتبارها شأنا لا يخصها ..

ماذا نقول عن جنود محسوبين على الجيش والأمن يتقاتلون ويريقون الدماء ويقلقون الأمن والسكينة العامة ..بينما وظيفتهم الأساسية هي صون الحقوق وحماية الحريات واستتباب الأمن ..

السلطات المدنية في تعز والأمنية والعسكرية تخسر الحاضنة المجتمعية وتفقد ثقة الناس .. ولا يمكن التعويل عليها مادام الوضع على هذا النوع من الإنحدار وغياب الامن والطمأنينة ..

أمام هذه السلطات الكثير من الاستحقاقات للمواطنين ومن الجهد الفعال والصادق حتى تستعيد ثقة الناس وتحسن سمعتها سيئة الصيت ..

هذه القيادات أمامها فرصة استعادة الثقة بكثير من الضبط والربط ودعم العمل المؤسسي بكثير من الشفافية والمصداقية ..
وأمامها في حالة العجز التام أن تستقيل طوعيا أو تقال مؤسسيا أو تطرد شعبيا .. وعليها الاختيار ..

مؤسف أن نصل إلى هذه الصورة السوداء بعد كل هذه التضحيات ..


Create Account



Log In Your Account