شيفرة سبتمبر
الإثنين 27 سبتمبر ,2021 الساعة: 09:18 صباحاً

في الماضي ، وتحديداً في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، كانت المناسبات الوطنية كسبتمبر واكتوبر وغيرها مناسبات غير مرحب بها عند عموم المواطنين،  وذلك بسبب أعبائها على الدولة وعلى كاهل المواطنين،  الميزانيات الكبيرة التي تنفق على المظاهر الاحتفائية، وكذلك فرض بلديات المدن على المواطنين طلاء واجهات محلاتهم بألوان جديدة ورفع الاعلام، والمخالف يتم تغريمه، بالإضافة الى قلة المشاريع التنموية التي تهم المواطنين وتحسن من الوضع المعيشي لعموم الشعب.

  صحيح كنا نحن في صغرنا نفرح بالعطل ونفرح بالألعاب النارية التي تطلق ليلة العيد،  لكن كان هناك شعور جمعي لدى المواطنين ان ما يحصل للبلاد غير ما كان يأمله ثوار سبتمبر وأكتوبر،  كانت المظاهر الاحتفائية خالية من روح الثورة التي كان يعتبر انها مجهضة بسبب سيطرة المشائخ على الدولة،  وأصبحت الدولة رهينة لدى القبائل المتحكمة بالقيادة،  وظلت أحلام الشعب حبيسة نفوسهم التواقة لفجر جديد يعيد لسبتمبر وأكتوبر القهما وبريقهما الثوري،  حتى اتت الحروب الستة في صعدة لتشكل بداية مرحلة الخوف على الجمهورية وظل نظام علي صالح يتلاعب بالورقة الحوثية مع السعودية ليستجلب مزيد من الدعم تحت مبرر مواجهة جماعة الحوثي التي تشكل خطراً على مستقبل مملكة آل سعود،  غير مدرك لما قد يؤول اليه الامر ان سيطرة الجماعة على اليمن،  حتى انطلقت ثورة 11 من فبراير مع بداية العقد الثاني من الألفية الجديدة للقرن الواحد والعشرين 2011م، وهنا بدأت التغيرات الكبرى واحيت هذه الثورة أهداف سبتمبر الموؤودة،  وكانت بمثابة الشيفرة السرية التي أسهمت في تولد الشعور الجمعي الذي نراه بسبتمبر كثورة وكرجال قاموا بها وكحالة رفض للحالة التي تتواجد في صنعاء،  حالة حكم الطائفة والمذهب والقبيلة،  والتي تعتبر هي حالة اسوء بكثير من الحال في عهد الرئيس السابق / علي صالح،  وبالرغم من الحرب التي تجري في بلدنا وتحولها الى حرب عبثية كما يريدها تحالف السعودية والإمارات الا أن الشعور الشعبي القوي والذي رأيناه من خلال التفاعل الصادق مع ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التاسعة والخمسين في مختلف المحافظات حتى وصل الى جزيرة سقطرى الواقعة تحت سيطرة القوات الاماراتية والمجلس الانتقالي الذي يبدي العداوة لتاريخ الثورة وكل ما هو مشترك بين شمال اليمن وجنوبه،  ذلك ان ثورتي سبتمبر واكتوبر متلاحمتين غير منفصلتين في فعلهما الثوري وفي تضحيات ابناء اليمن،  ترى وسائل التواصل تعج بالتعبيرات الثورية السبتمبرية وفي حالات الواتس آب التي فيها شيء من الخصوصية وهذا ان دلَّ على شيء فإنما يدلُ على عمق فكرة الايمان بالثورة ومبادئها في التحرر من الاستبداد والتخلف والكهنوت،  حتى اعداء هذه الثورة منهم من اضطر الاحتفاء مع المحتفين ومنهم من آثر الصمت ... خوفاً من الشعب ... انها شيفرة سبتمبر واكتوبر التي ستظل وهاجة مهما بدى لهم انها خمدت او خبت .


Create Account



Log In Your Account