مطر الجهيش
السبت 09 أكتوبر ,2021 الساعة: 01:27 مساءً

أمطار غزيرة على تعز مستمرة منذ عصر السبت، تهطل الأمزان، لتعود مجددا بشوق تناغي الزرع، ويطرب لها طير العقاب، وتهتز لها الأهواب والشواجب مسبحة شاكرة 
سبحان من سبح الرعد بحمده.
 
عادت أمزان المطر هذا العام لتحملني إلى ملعب الطفولة، وجوار أبي في( جرب) الهند و(حول) الذرة.

هذه الأمزان يعرفها المزارع بمطر (الجهيش)؛ ما يرتفع حتى يعود وكأنه ولهان بوجه الأرض وأغصان الأشجار الراقصة مع ريح الشمال.. تهيج بالحنين لمن غاب من الأحبة،
وصوت خالتي( شفا)
(رعد رعد ومه رويعد الصيف ..ووه 
 مشوق الحجاج مبكي الايتام...ووه).

موسم( الجهيش) وما أدراك ما (الجهيش)!؟
زبدة الصيف، ورونق الزرع، ومهجة الربيع، وكرم السحابة، وحنين الرعد وشوق العائد.


موسم( الجهيش ) وما أدراك ما موسم (الجهيش)؟!
 موعد العشق وملتقى أنفاس الآباء والأجداد الذين رحلوا، وكانوا هم ماء الأرض وبذور الزرع، وجذور الأشجار. 
يعودون مع هبوب الريح وموسم الجهيش، 
 وبشجن أرواحهم ترتفع الأمزان، وتعود كأم رؤوم.

  لقد كانوا هنا وأصواتهم تترنم مع الطير بحب الارض وعشق المطر، وتتعوذ من الشيطان و(ابو كلبة ) و(هول الليل ).

موسم الجهيش كريم بأمزانه المتتابعة البيضاء، ينزل ناعما جميلا كأنه أكمام حورية قادمة من تحت العرش ونهر الكوثر.

(موسم الجهيش) ياصاحبي شجن لايموت، يهيم بالنسيم ويعشق خمرة التربة، ويطرب لخرير (السوائل) وهي تسيل بالماء النازل من عيون السحابة بالخير، يسقي الوادي ويروي الشعاب، لتبتسم معه صخور الجبل وتغني مع الحمام، و أسراب طير (الجرع)، وصوت أمي فرحا بوجه الغمامة بعد المطر لتتوقف له طربا عصافير المدرجات الخضراء وطيور (الجولب).
موسم الجهيش عندما تتفتح له عيون السماء يصبح مهرجانا للحياة والأحياء.

إنه موسم العشق الأكبر في قريتي تحضر معه كل أرواح الفرح والأمل والنشوة، ثملا بحفيف الأشجار، تخترقها زخات المزن، يهدهد القرية حتى تنام على وقع المطر ليلا، وفي قلبها سرور وفي وجهها، بسمة مشرقة كفجر ماطر بموسم (الجهيييش)!

لك الحمد ياكريم  



Create Account



Log In Your Account