التنين الصيني.. وميناء طرطوس السوري.. والشخير العراقي!!
الأربعاء 16 فبراير ,2022 الساعة: 03:42 مساءً

لم تعد أيديولوجيات الأحزاب الحاكمة للبلاد تتحكم في توجهات ومصالح الأوطان التي تحكمها. ولم تعد لعبة السياسة تختار العدو والصديق، بل أصبحت المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة هي من يسيّر عجلة العلاقات الدولية وخياراتها المشتركة.

ها هو الحزب الشيوعي الحاكم في الصين يلتقي مع حزب البعث الحاكم في سورية في تلاقي المصالح وتوحد الأهداف بعد إعلان سورية الانضمام أخيراً إلى مبادرة الحزام والطريق الصيني في مباحثات ومفاوضات جرت بين قيادات البلدين المختلفين والتي أثمرت عن وضع اللمسات والخطوط العريضة للتعاون المشترك في مجالات عدّة تسهم في إنعاش الاقتصاد السوري المتهالك الذي دمرته الحرب وتطوير البنى التحتية التي مزقتها الانفجارات.

وكان من بين المشاريع المقترحة للتنفيذ في أطار الحزام والطريق الممتد إلى سورية هو إنشاء طريق بري يربط جنوب سورية بشمالها وكذلك إنشاء ربط سككي بين مرفأ طرطوس وإلى الحدود العراقية.

أما المشاريع الاستثمارية الأكثر أهمية لهذا البلد المدمر والمثقل بآثار الحروب فيتمثل بمبادرة الصين لأنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية في سوريا واستكشاف النفط والغاز إضافة إلى أنشاء مناطق حرّة صينية في سوريا.

اللاعب السياسي السوري (المتمرّس) أدرك أهمية بلده كموقع استراتيجي لنقل البضائع والشحن من الصين إلى أفريقيا بعد أن أستوعب السوريون أن طموحات التنين الصيني تهدف إلى الوصول إلى أفريقيا وهي فرصة استغلها هؤلاء لمنفعة بلدهم وتطويره مع وجود حليف قوي يدعم هذا التوجه وإعادة الأعمار لدمشق وتنشيط الاستثمار وتطوير قدرات البنى التحتية لبلد مزقته الانفجارات والتدخلات الخارجية.

أما في البلد المجاور لسوريا ويطلق عليه أسم (العراق) والذي سبقه في الدمار وتحطم بنيته التحتية جراء الاحتلال والصراعات والفساد فلا زال غارقاً في شخيره ينتظر من يُوقظه من هذا النوم العميق.

في بلد مثل العراق يعيش أيامه بظلام دامس مستدام بسبب الفساد واللصوص وصراع الإرادات بين شركتيّ جنرال ألكتريك الأمريكية وشركة سيمنز الألمانية على من يظفر للفوز بعقود الطاقة لهذا البلد الذي يعيش لياليه بظلام دامس ومحاولاته البائسة لتسوّل الغاز وتشغيل محطاته الكهربائية من دول الجوار أو الخليج بينما هو يمتلك أكبر خزين للغاز، ولنتصور كم هي المفارقة وحجم النكتة التي نضحك بها على أنفسنا ويضحكون بها علينا عندما ننظر إلى تلك الصورة، العراق ذلك البلد الضائع في متاهات الفوضى والفساد بقيادة صبيان سياسة ربما لا يدركون أو قد يدركون ولكنهم يتغافلون عن حقيقة أن هذا البلد كل ما فيه يعج بالخيرات والثروات والنعم ولكن ينتظر من يكتشف خيراته ويوظفها لخدمة الشعب وليس من يسرقها وتلك مصيبة العراق والعراقيين في أنهم ابتلوا بلصوص وجهلة وذلك هو المشهد الأسوأ.

 


Create Account



Log In Your Account