الحرب العسكرية وتنويم الأحزاب السياسية
الأربعاء 16 فبراير ,2022 الساعة: 06:45 مساءً

الإهداء : إلى الرفيق المناضل عيبان السامعي الذي تعرض اليوم داخل مبنى المحافظة للقمع السياسي أثناء ما كان يلقي ورقته السياسية عن ثورة فبراير

----------------

الحروب العسكرية بعد كل ثورة في اليمن هي حروب مفتعلة، تتعمد نقل المجتمع سياسياً من حالة وجدانية سياسية ثورية تفكر بالمستقبل إلى حالة يائسة من فكرة التغيير، لأن الحرب تعكس الخيارات المطروحة أمام الناس بشكل غير منطقي، فبدلاً من أن يخيروا مع الفكرة الثورية بين الاستبداد والحرية والفساد والإصلاح، يخيرون مع الحرب وانعكاساته بين الاستبداد والفساد وبين الأمن والخبز، ما يعني أن الناس مع الحرب تبحث عن الأمن والخبز، وهذا يسهل دائما على أطراف القتال أن ينتجوا بعد كم سنة من الحرب والاقتتال اتفاقيات أو تسويات سياسية على حساب مشروع الثورة، بمعنى آخر تحقيق حالة من "اللا حرب" على حساب المستقبل وعلى حساب فكرة السلام الدائم في اليمن.

وإذا كانت الأحزاب السياسية هي انضج الأدوات السياسية العصرية التي تعبر عن مصالح المجتمع والشعب وعن حضور السياسة كفكرة ثقافية ثورية وفعل سياسي مدني تعددي يعكس حضور تدافع المجتمع في حقل السياسة، فإن الحرب العسكرية في اليمن تعمل دائما على تنويمها كأحزاب معنية في خوض معركة التغيير، فالإنقلاب الماضوي والحرب العسكرية بعد ثورة فبراير -الإثنين- خلقوا في الواقع مراكز قوى تقليدية ( متعددة ) ممانعة للفكرة السياسية وقوات عسكرية تمنع حضور الأحزاب كفعل سياسي مدني بين الجماهير، كما يحدث اليوم في الشمال والجنوب باستثناء مدينة تعز، وهذا بحد ذاته يكرس مسألة غياب السياسة كفكرة ثقافية ثورية وفعل سياسي مدني تعددي يؤسس لمستقبل الدولة والوطن في اليمن هكذا يراد لنا أن ندور مع ثلاثية الثورة والسياسة في اليمن داخل حلقات مفرغه من معنى التغيير الثوري حتى يكفر الجميع بالثورة والسياسة ويترحموا في نفس الوقت على الحكام الفاسدين والمستبدين الذين ثُرنا عليهم، وهو ما نسمعه اليوم على لسان الكثير من المواطنين ، وحتى لسان حال الكثير من النخب السياسية المثقفة تقول بشكل يائس ثلاث ثورات ووحدة ماذا بعد ؟

سؤال مفتوح على المستقبل المجهول في اليمن.


Create Account



Log In Your Account