حذّر وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك من أن "التعنت الكبير" الذي تبديه ميليشيا الحوثي في محادثات فك الحصار عن تعز، يهدد بإطاحة الهدنة الأممية. وقال في حوار مع صحيفة "النهار العربي" اللبنانية إن "هناك تعنت كبير من ميليشيا الحوثي في شأن قضية كبرى مثل حصار مدينة فيها أكثر من خمسة ملايين مواطن لأكثر من سبع سنوات. وفك الحصار هو أحد العناصر الرئيسية للهدنة". وأكد حرص حكومته "على احترام الهدنة والتعاطي معها كمساحة أمل ونافذة للسلام"، لافتًا إلى أن استمرار "تعنت ميليشيا الحوثي يهدد الهدنة تهديداً كبيراً جداً". وانتقد وزير الخارجية اللغة التي استخدمت عن تعز في اتفاق الهدنة، وقال إنها "لا ترقى إلى مستوى المعاناة". وأشار إلى أن الحوثيون يتعاملون مع المدينة من "منظار عسكري، وحتى اقتراحهم الأخير لفتح عدد من الطرق الفرعية غير المؤثرة هو ذو دوافع عسكرية". وأضاف "قبلنا باقتراح الأمم المتحدة لتعز على أساس أنه اختبار لهذه الميليشيا، وما إذا كانت تريد حقاً إنهاء هذه الحرب وبدء حوار لسلام مستدام، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتوافق عليها، أم أنها تناور لكسب مزيد من الوقت لجولة ثانية من الاقتتال". والأحد الماضي، أعلن الوفد الحكومي لفتح الطرق، أن الحوثيون رفضوا مقترح المبعوث الأممي حول فتح الطرق المغلقة في تعز. وتسبب إغلاق المنافذ الرئيسة لمدينة تعز في تفاقم معاناة السكان، حيث يضطرون إلى أن يسلكوا طرقا فرعية وعرة وضيقة، تعرض حياتهم للخطر وللحوادث والتفتيش والابتزاز والمضايقات وأحيانا للاختطاف والاعتقال في نقاط التفتيش التابعة للحوثيين. وأشار بن مبارك ، إلى أن إدراج الحوثيين على اللائحة الأميركية للجماعات الإرهابية لا يعطل مسار السلام، بل يشكل ضغطاً إضافياً على الجماعة لتكون جزءاً من المستقبل السياسي للبلاد.
الأموال المجمدة وحول مسألة الأموال اليمنية المجمّدة في المصارف اللبنانية، قال بن مبارك "نشدد دائماً عبر القنوات الدبلوماسية على قضيتين، الأموال اليمنية والقنوات التلفزيونية التابعة لميليشيا الحوثي والتي تستخدم بيروت كمنصة لإشاعة خطاب كراهية يؤثر كثيراً على الشعب اليمنية وعلى العلاقات اللبنانية - اليمنية". ويزور بن مبارك حاليا بيروت للمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب. ولفت إلى أن السلطات اللبنانية ردت على هذين المطلبين بأن حرك الوزير عبد الله بوحبيب هذا الأمر وصدرت مذكرة لوزارة الداخلية. معتبرًا ذلك بأنها "إجراءات أولية لم تستكمل". وتحتجز البنوك اللبنانية نحو 240 مليون دولار أمريكي، كانت ودائع مالية لبنوك ورجال أعمال يمنيين. ووصلت المفاوضات اليمنية اللبنانية التي أجريت عام 2020، لسحب تلك الأموال إلى طريق مسدود، بعد رفض المؤسسات المالية اللبنانية صرفها، بسبب الأزمة الاقتصادية التي يشهدها البلد.
إيران وحزب الله وذكر أن إيران تخدم الحوثيين أكثر مما تخدم قضيتها، وتستخدم اليمن كورقة ضغط في المنطقة في مسار مشارواتها النووية مع الغرب. وأشار إلى إيران تتحدث عن دعم التوافق السياسي في بلدنا، وأن لا سلطة تأثيرية لها على ميليشيا الحوثي، ولكن التقارير الدولية تؤكد أن المصدر الرئيسي لتسليح ميليشيا الحوثي هو إيران. وقال "نأمل أن يكون ما نسمعه من إيران حقيقياً وأن تلعب دوراً في تهدئة الوضع في اليمن، ولكن حتى الآن لا شيء ملموساً". ولفت إن حكومته على إطلاع بتقارير حول اضطلاع حزب الله في اليمن، و"لكنني لا أستطيع أو أؤكدها وليس لدينا تفصيل في هذه القضية". وأضاف "لم نلحظ أي تغيير من قبل "حزب الله" في الشأن اليمني الداخلي. لا نزال نسمع الخطاب الإعلامي نفسه، والغطاء للجماعة الحوثية نفسه".