هل ستحل الكواكبُ الجديدة مشكلة الصراع على الأرض؟
الخميس 28 يوليو ,2022 الساعة: 12:42 مساءً

بمناسبة الحديث عن اكتشاف العلم لمليارات النجوم والكواكب في هذا الكون اللامتناهي في امتداده، يبشر بعض المفكرين والكتّاب بأن الصراع على الأرض سينتهي بين البشر؛ إذ يمكن لكل واحد منهم أن يمتلك الكثير من الأراضي ويكدس الثروات، إن ثبت وجود كواكب تمتلك عناصر الحياة لبني الإنسان بين الكواكب المكتشفة. 

ويبدو لي أن هذه الفكرة لم تنطلق من وعي عميق بجوهر المشكلة ومنبع الضّخ لأعراضها ومظاهرها، فالمشكلة لا تكمن في (ضيق الأرض) بل في (اتساع الأطماع) البشرية التي تسعى للاستحواذ بلا حدود والتملك بلا قيود؛ وذلك حينما يطلقون العقال للعنصر الترابي الثاوي في ذواتهم، مغْفلين العنصر الروحي بهذا القدر أو ذاك، وما لم يتم تزكية النفس الترابية عبر الإعلاء من قيم التقوى والحطّ من قيم الفجور وفق ما جاء في الكتب السماوية من تعاليم وما ورد في كتب الفلسفة والعلوم من رؤى وآداب تهذب الطبائع البشرية وترتقي بالناس نحو الكمالات الإنسانية؛ فإن المعضلة ستستمر وستظل الأطماع تدفع الناس نحو التوحش!
ولو كان لابن آدم كوكب من ذهب لابتغى له ثانيا، ولو كان له كوكبان من بلاتين لابتغى لهما ثالثا. 
ولأن المشكلة تكمن في العنصر (الترابي) الذي يتضخم في ذات الإنسان حتى يجعله وحشا يسعى لافتراس من هو دونه؛ فإن انحطاط (التراب) لا حدود له وطمع (الطين) لا  منتهى له، ومن ثم فلا يملأ جوف ابن آدم إلا (التراب)، كما جاء في الحديث الشريف. 

وعندما ينتصر الإنسان على فجور التراب ويعلي من قيم التقوى، مؤمنا بأن الآخرة خير من الأولى؛ فإن القليل من متاع الدنيا سيكفي وستصبح القناعة مصدر سعادة وسيمتلئ القلب بمشاعر الرضى والطمأنينة وينعم برفاهية السعادة والابتهاج.



Create Account



Log In Your Account