الدبلوماسية اليمنية ودورها المغيب
الثلاثاء 13 سبتمبر ,2022 الساعة: 05:56 مساءً


أعتقد ، بأن الحديث أو التطرق ، للعمل الدبلوماسي ، ربما بحاجة إلى إسهاب ، ولكن أختصر وأقول ، بأن أمراً كهذا يتطلب  مَن يعمل في هذا المجال ، أن يمتلك معرفة ودراية ، وخبرة ضرورية محددة،، علاوة على التأهيل  بالقدر الذي يمكنه التعاطي مع الأمور بطريقة سليمة وإيجابية، بما يخدم بلده ويحقق من خلال ذلك علاقات طيبة وجيدة، مع الآخرين ، وصولاً إلى خلق مناخات مناسبة، أيضاً ، تعود بالنفع والفائدة على الوطن  في علاقاته الدولية.

إن مسألة كهذه ، تعتبر في غاية الأهمية ، خصوصاً في من يعمل أو يعملون في السلك الدبلوماسي ، والذي أضحى يمثل إطاراً حيوياً ، في العلاقات الدولية بين البلدان ، في الوقت الحاضر ، لإنه من دون ذلك ، لا يمكن لنا التفاهم مع الأطراف الأخرى ، إلا من خلال العمل الدبلوماسي القائم بين بلدان العالم . 

بإعتبار هذه المسألة أضحت ضرورية وهامة ولا يمكن الإستغناء عنها ، ولذلك نرى من الأهمية بمكان ، أن العمل الدبلوماسي لم يكن في يوم ما ، منكفياً على نفسه ، أو متقوقعاً في مكانه ، بقدر ما نعرف بأن عملاً كهذا هو دائم التحرك والنشاط المتواصلين ، وبالذات حال ما تكون هنالك  إشكالات أو غيرها ، على مستوى الوطن ، وذلك بغرض التعريف والتوضيح ، للعالم بما يحدث هناك داخل البلد ،  حتى يكون العالم على بينة من الأمر ، سيما في قضايا كهذه مهمة ، ويستوجب الوقوف أمامها بحزم وفعالية ، من قبل المنظمات الدولية ، ممثلة بالأمم المتحدة ، ومجلس الأمن الدولي. 

ولكن للأسف ، نجد مثل هذه الأمور يتخللها الكثير من الغموض ، إن لم تكن مغيبة ، إلا فيما ندر والنادر لا حكم له. 

ولذلك نرى بأن الدبلوماسية اليمنية ، لم ترق إلى المستوى المطلوب ، مقارنة بما هو مطلوب منها ، حيث هنالك العديد من القضايا الهامة ، التي يتطلب التعاطي معها بموضوعية ، سيما من قبل أولئك المسؤولين ، الذين يعملون في سفارات اليمن بالخارج ، حيث لا هم لهم سوى التمسك بمناصبهم ، وحقائبهم ، وإلخ ... بينما هنالك العديد من القضايا التي ينبغي إيلاءها جل الإهتمام ، سيما فيما نحن عليه اليوم من أوضاع متردية . 

وبالتالي هو ما يجعلنا أن نستغرب لعمل تلك السفارات ، وملحقياتها وما أكثرها ، حيث نجد بأن عملها أضحى مقتصراً على الروتين الداخلي ، فيما كان يستوجب من أولئك العاملين في تلك السفارات وملحقياتها ، القيام بتنفيذ العديد من الأعمال والأنشطة سواءً داخل هذه السفارة أو تلك ، أم خارجهما ، كمثل متابعة قضايا الطلاب ، تسهيل الإجراءات الخاصة بالمرضى ، ناهيك عن تسهيل إجراءات الجاليات أو المقيمين هناك ، بصورة دائمة. 

وهناك الكثير من هذه الأعمال الضرورية مثل رفع التقارير الشهرية عن العمل ، وقد ربما يقال التقارير الأمنية ، لأن السفارات عملها في المجمل كما نعرف سابقاً ، هو أمني محض ، لكن أقول تقارير خاصة بالنشاط الذي يقوم به أولئك العاملون، في تلك السفارات، اليمنية بالخارج ، لأن العمل الدبلوماسي بحاجة مأسة ، إلى تفعيل نشاطه ، بصورة كبيرة ، وليس الجلوس والتقوقع داخل السفارة ، وهذا ما يلحظ للأسف في العديد من السفارات اليمنية ، العاملة خارج الوطن ، حيث أن عملها يقتصر على مسألة الكرتنة والتحدث مع الشلل المقربة ، أو الإتصال بقريب هنا أو هناك ، أو بالبلد ، وليست هنالك من خطط مبنية على رؤى واضحة ، ليتم القيام أو تنفيذها ، أكان خلال هذه الفترة ، أو الفترة القادمة ، أو حتى نهاية العام ، ولكن أقول ، أمور كهذه لا توجد البتة. 

بالوقت الذي تشهد اليمن ، منذ ثمان سنوات حرب عبثية قذرة ، فيما كان يستوجب من الدبلوماسية اليمنية ، أياً كان موقعها أو عملها ، بالخارج ، أن تكون على مقربة من هذه القضية ، وإعلام العالم بما يدور في هذا البلد ، من أوضاع مأساوية متردية ، أثرت بشكل كبير ، على كل مناحي الحياة ، داخل هذا الوطن ، في حين هنالك من يتآمر عليه ، ليل نهار ، ويسعى إلى تقطيع أوصاله ، وأشلائه ، ليتسنى له السيطرة عليه ، ومن ثم الأستخواذ ، على ثرواته النفطية ، والغازية ، والسمكية ، والزراعية ، والسياحية ، والأثرية ، وكذا الإستحكام ، أو وضع يده ، على جباله الغنية ، التي تحتوي بداخله على معادن ثمينة ، كالذهب ، والحامورة ، واليورانيوم ، وغيره .


Create Account



Log In Your Account