خذلان الحكومة للكوادر المؤهلة والشريفة
الإثنين 24 أكتوبر ,2022 الساعة: 03:45 مساءً


لم أكن أتصور في يوم ما ، بأن تصل بنا الأوضاع ، إلى هذا الحد من الفوضى والمهزلة المفرطة ، سيما ونحن نسعى إلى بناء دولة النظام والقانون، ومجتمع خالي من الأدران والتشوهات العديدة، التي علقت في جسم هذا الوطن، منذ سنوات طويلة بسبب تلك المفاهيم المغلوطة، والنتنة ، والتي ظلت تفرز سمومها في وسط هذا المجتمع ، حتى هذه اللحظة ، وبالتالي هو ذلك ما أثر ، على شريحة كبيرة ، من الناس ، الذين عملوا في هذا الوطن، بشرف وأمانة، كبيرين ، ولا زالوا سائرين على هذا المنحى، لم يتغيروا أبداً ، رغم ظروفهم القاسية، ولكن هذا هو معدنهم، فيما كان يستوجب، من أولئك الذين يديرون أمور هذا البلد، ( الحكومة الشرعية )، بأن تهتم بهذه الكوادر المؤهلة والنزيهة ، والعمل على إستيعابهم ، في مؤسسات الدولة المختلفة، وما أكثرها ، ولكن للأسف، لم يتم التعاطي مع مسألة كهذه ، بالصورة المطلوبة ، وهذا ما ترتبت عليه إنعكاسات سلبية، في واقع الحال ، الأمر الذي خلق وضعاً مغايراً وغير سوي، في حياة أولئك الناس، الذين كان يمكن من الاعتماد عليهم ، بالدفع بهذا الوطن إلى الأمام. 

نتيجة لما يعانيه من أحوال متردية ومأساوية للغاية ، في حين أن الوطن اليوم ، هو فعلاً بحاجة مأسة ، لمن يأخذ به ويعمل على بنائه وتنميته ، وتطويره ، بما يخدم الصالح العام ، لكن أمر كهذا ، لم يتم التعاطي معه حتى الآن ، بسبب تلك المفاهيم أو النظرات القاصرة ، من قبل من يدير هذه السلطة ، ناهيك عن أحزابها السياسية ، التي شاخت وأضحت هرمة ، ولا تعطي بالاً ، أو أهمية ، لأي كان ذلك الإنسان ، أم أولئك البشر ، بحكم أن هذا أو ذاك ، من الناس ، ليس من شاكلتهم ، أو من شلة الأنس والسمر ، ولذلك سرعان ما يتم محاربته ، وعدم قبوله ، في مؤسسات الدولة ، أياً كان موقعها . 

رغم أن السلطة ، مع أحزابها المنضوية في إطارها ، وظفت عناصرها في مختلف القطاعات أكان على مستوى الحكومة ، أم الرئاسة ، أم وزارة الخارجية ، ممثلة بسفاراتها بالخارج ، بقدر أن تلك الوظائف ، تكاد تكون معظمها حزبية ، وليست مهنية ، بينما الكوادر التي عملت مع الدولة سابقاً ، ولا تزال قادرة على العمل ، لا تجد لها مكاناً ، في وسط هذه الأجواء الغير نظيفة ، والمقتصرة على أشخاص بعينها ، يجيدون الهرطقة والمديح ، وبإعتقادي ، هذا لن يخدم الوطن ، ولن يعطيه أي خطوة إلى الأمام ، بقدر ما سيترتب عليه سلبيات عديدة مستقبلاً ، ستكون نتائجها كارثية ، إذا لم يتم تصحيحها حالياً ، لأن مسألة كهذه ، ستؤثر بصورة وأخرى ، على مجمل الحياة برمتها ، ولن تكون هنالك بوادر أمل ، إذا لم يتم إستيعاب الكوادر المؤهلة الشريفة ، في هذا الوطن ، وإيلاءها جل الإهتمام ، أسوة بالآخرين الذين أوتي بهم من كل الدهاليز والأزقة ، ودون أي مسوغ قانوني ، سوى أن هذا أو ذاك ، ينتمي لهذا الحزب أو ذاك ، فيما الآخرون لهم رب العالمين . 

إذاً أقول في الأخير ، هل هناك من إنصاف لإستيعاب الجميع ، أم ماذا ..؟
أم سنظل نتعامل بذاك المثل القائل .. هذا من حقنا ، وهذا ضدنا ، وهذا ما أدى في نهاية المطاف ، إلى التطفيش ونفور الكثير من تلك الكوادر ، ومن ثم هروبهم إلى هنا أو هناك ، بحثاً عن العمل ، والرزق ، 
( لا العمالة أو الخيانة ) لإن الحكومة ، هي فعلاً من خذلت تلك الكوادر المؤهلة والشريفة ، وشردتهم داخل وخارج الوطن ، دون الإستفادة منهم ، وبالتالي أقول .. هل هناك من إعادة النظر في هذا الأمر ؟ 

إننا لمنتظرون.


Create Account



Log In Your Account