هل ينقرض "الدُخن" في اليمن؟
الثلاثاء 30 مايو ,2023 الساعة: 08:06 مساءً


نبات الدُخن من أهم المحاصيل الزراعية ذات القيمة الغذائية العالية, لكن للأسف مؤخرا لم يعد هذ المحصول يحضى باهتمام المزارعين, وشارف على الإنقراض, على الأقل هذا ما اشاهده في ريف تعز، وربما هو نفس الشيء في ربوع اليمن.

ففي قريتي مثلا وأغلب مناطق مديرية الشمايتين إن لم يكن كلها,لم يعد هناك وجود لمحصول الدُخن , ومن يرغب بزراعة الدخن لا يجد "الذري" أو الحبوب المنتقاة الخاصة بالدخن "البلدي" التي كان المزارعون ينتقونها بعناية عند الحصاد ويحتفظون بها للمواسم القادمة..

وصادف مرة, أن طلب مني صديق من منطقة مجاورة لعزلتي في الشمايتين,طلب مني "ذري دُخن",لكنه لم يكن متوفرا لدينا في القرية, وهذا جعلني أدرك و استشعر سوء الأمر وأن نبات الدخن في طريقه إلى الإنقراض, وكنت من قبل أظنه فقط غير متوفر في منطقتنا..

البعض يلجأ اليوم إلى شراء الدخن من السوق,لكن هذا الدخن بعضه مستورد وغالبا لايكون صالح للبذر,وحين يلجأ المزارع إلى استخدام بذور السوق, يكون المحصول ضعيفا ركيكا,بسبب أن البذور ليست جيدة. وربما يعود هذا إلى أن البذور ليست ناضجة,أو أن هذه البذور بتركيبتها وخصائصها الجينية لاتلائمها ظروف أخرى غير المناطق التي نشأت فيها..

يتميز نبات الدخن بأن فترة نضوجه أقصر من بقية المحاصيل,حوالي ثلاثة أشهر, وهذا يفسر سبب تأخير بعض المزارعين في ريف تعز زراعة الدُخن إلى شهر حُزيران/ يونيو,بينما يبدأ موسم زراعة بقية المحاصيل في شهر "مَبكر/مايو".

و"يوفر الدخن مضادات الأكسدة والمعادن والبروتينات. ويحتوي الدخن على الألياف التي تضطلع بدور في تنظيم وظيفة الأمعاء ومعدل السكر والدهون في الدم.
وبالإضافة إلى ذلك، يتسم الدخن بخلوّه من الغلوتين ويعتبر مؤشر السكر فيه منخفضًا، ما يجعله خيارًا غذائيًا ملائمًا لمن يعانون من الداء البطني أو حساسية من الغلوتين أو ارتفاع معدل السكر في الدم أو مرض السكري. ويمكن أن يكون أيضًا مصدرًا فعالًا من حيث الكلفة بالنسبة إلى الحديد. ويمكن أن يوفر إدخال حبوب الدخن إلى وجباتنا الغذائية بدائل مغذية وصحية للحبوب المكررة المعتادة الموجودة في السوق العالمية" بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

مؤشر إنقراض الدخن نتيجة عزوف المزارعين عن زراعته رغم القيمة الغذائية له, ومدة نضوجه القصيرة مقارنة ببقية المحاصيل , هو مؤشر سيء ويجب أن يَلفت الإنتباه ويدق جرس الإنذار.
يجب حث المزارعين على زراعته,خاصة ونحن في موسم الزراعة, وعلى وسائل الإعلام أن تلتفت لهذا الأمر, وتساهم في توعية المزراعين بأهمية هذا المحصول,والأهمية العالمية التي يكتسبها للدرجة التي جعلت الجمعية العامة للأمم المتحدة،تُعلن في دورتها الخامسة والسبعين المنعقدة في مارس/ آذار 2021، سنة 2023 (السنة الدولية للدُخن 2023).




Create Account



Log In Your Account