رحيل الأستاذ
الخميس 07 ديسمبر ,2023 الساعة: 01:08 صباحاً

الأستاذ محمد علي اسماعيل، روح وعقل مر مثل نور الصباح على كل قلب وذهب إلى كل قرية وزاوية، تعرفه شعاب وجبال وناس مديريات تعز ومدينتها وتحبه لأنه من حبها واعطاها دون مَن.

أعطاها الكثير في حياته وعلمها الكثير الكثير وكان عنوانا عميقا ومتجذرا للقائد العامل العالم والمربي العطوف مثالا للتواضع والعطاء والتوازن والفقه الذي يفهم الإسلام كمنهاج وسطي للحياة وحسن الظن والكلمة الطيبة وصناعة المعروف وتنمية قيم العمل والأخلاق.

محمد علي إسماعيل المتميز والذي ظل شابا حتى آخر لحظة في حياته لم يعرف الملل ولا الكسل ولا اليأس ولم يقترب من أمراض الشيخوخة تماما، كما ظل بعيدا عن الغرور والأنانية مستمع ومتحدث جيد، تتعلم منه المثابرة والصفح وعدم اللهث وراء الأنا،
لايزاحم على الظهور  وليس لديه مشكلة مع الصورة والأضواء. ليس من الذين يمطون أعمالهم إلى الهواء بمناسبة وبدون مهما أنجز وله قدوة في الرسول صلَ الله عليه وسلم عند فتح مكة وهو يخفض رأسه عند كل فتح ونصر، فهو نقي تقي خالي من الأمراض النفسية والروحية نحسبه كذلك بما رأيناه ولا نزكي على الله أحد. 

قلة من الناس من يستطيع أن يعيش حياة القدوة الحسنة بتفاصيلها، هولاء العظماء بعيدون عن الزيف متجذرون بقلوب الناس بارعون في صناعة الرجال.  

اليوم اهتزت تعز وسمعنا لها انة عميقة وهي تفارق أجود وأجمل أبنائها روحا وسيرة،
لا أبالغ عندما أقول أن هذا الرجل فريد في حياته ونوع نادر من الرجال الذي عاش متوهجا مقررا النفير والاستنفار لعمل الخير وتمتين البناء بروح فتيه مؤكدا أن الشيخوخة قرار العاجزين وأن العطاء روح لاينقطع إلا برحيل الروح إلى باريها.

وجعي كبير وحزني عميق  والخسارة مؤلمة برحيلك أستاذ محمد، لولا أن هذه الحياة كلها راحلة وأمثال محمد علي هم الخالدون..
رحم الله من رحل والعافية لمن ينتظر..
وحسبنا الله ونعم الوكيل وانا لله وانا اليه راجعون


Create Account



Log In Your Account