غزة ... اخدود العصر
السبت 29 يونيو ,2024 الساعة: 11:56 صباحاً

  
 يعيد التاريخ المشهد بأبشع صوره ، يحكي لنا القرآن وتحكي لنا السير قصة من قصص الصراع بين الظالم والمظلوم ، بين الجبابرة والمستضعفين ، بين المؤمنين وبين الكافرين ، تجلى ذلك في قصة أصحاب الاخدود ، حيث كانت اليهودية منتشرة بقوة في ارض اليمن وما حولها ، وجآءت المسيحية وقد حرف اليهود بعض تعاليمها ، فآمن بعضهم بالدين الجديد الذي جاء على يد المسيح عيسى عليه السلام ، لما علم الملك ذي نواس الحميري بتغيير هؤلاء لعقيدتهم للدين الجديد ، هب لمحوهم وابادتهم عن طريق حفر اخدودٍ عظيم ، وتجميع الحطب داخل هذا الاخدود ومن ثم اشعال الحريق فيه ، وكان عقاب كل من يرفض العودة لدين الملك الرمي داخل الاخدود ليحترق بهذه النار ، وحدثت معجزة الغلام الذي نطق في المهد كما في الروايات ، وكذلك قصة الغلام المؤمن ، وهنا لن استعرض القصتين ، وانما دخلت هذا المدخل في هذه الحادثة البشعة في تاريخ الإنسانية والتي خلدها القرآن في سورة البروج ، لألفت النظر الى جريمة اليهود في عصرنا الحالي وهي جريمة تأتي في ظل جرائم ضد الإنسانية وضد المعتقدات الدينية يمارسها اليهود في ارض غزة خاصة وعلى ارض فلسطين عامة ، وما يحدث في غزة هو ابشع من جرائم الماضي ، فهنا يتم دك العمارات السكنية على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ، يتم قتل المرضى والعجزة في المستشفيات ، يتم ضرب مخيمات النازحين ومحاولة ابادتهم اجمعين ، ضرب المدارس وتدميرها بمن فيها ، جرائم تقشعر لهولها الابدان ، ومع كل ما يحدث لا ترى فعلاً انسانياً حقيقياً لايقاف هذه الجرائم التي هي ضد كل المعايير الإنسانية والقيم الدينية ، سيطر اليهود على القرار الدولي ، وسيطروا على قرارات العرب ومواقفهم ، فلم نسمع عن ردة فعل توازي الحدث الجلل والمؤلم في غزة هاشم ، أطفال يخرجون من تحت انقاض المنازل المدمرة وفي قلوبهم ايمان لا يتزعزع بالقدر الذي كتبه الله عليهم ، ايمان لا يتزعزع بقضيتهم ومظلوميتهم ، كشفت غزة حجم خداع الغرب للعرب والمسلمين تحت عناوين حقوق الانسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل وحرية المعتقد ، كل هذا بينته مواقفهم ضد سكان غزة بمختلف معتقداتهم الدينية ، فالمسجد والكنيسة يتم استهداف دور العبادة للسكان الفلسطينيين بدون تمييز ، عنصرية اليهود وتوحشهم سينتج عنها نهاية اكثر بشاعة لهم ، ذلك التاريخ الذي تحكيه قصص الاولين ، وان للظالمين نهاية لا يتوقعونها وانتقام الله اشد واعظم مما يتصورون ، ذلك اخدود العصر في غزة اليوم ، فانتظروا عقاب الله في المستقبل القريب .


Create Account



Log In Your Account