الفردوس اليباب.. قراءة عابرة
الإثنين 08 يوليو ,2024 الساعة: 04:04 مساءً

رواية للكاتبة السعودية ليلى الجهني، قرأتها عن أحد إصدارات الزمن الجميل، عندما كانت كبريات الصحف العربية تصدر كتاباً شهرياً مجانياً، تصدره كملحق للصحيفة ليقرأه عامة الناس، الرواية سالفة الذكر تدور حول ثلاث شخصيات رئيسية في عمق مدينة واحدة، مدينة يملؤها الصخب، مدينة جدة حيث وقعت حواء بعد نفيها من الجنة مع آدم وابليس،  صبا الخاطئة التي تهوى الكتابة عن كل شيء،  صديقتها خالدة المؤمنة بها، وعامر اللعوب المتنقل في بحر الخطايا، رواية جريئة في تناولها لوضع المرأة الخاطئة، لمصيرها الاجتماعي المحتوم، أما بالموت أو بالعار إلى آخر العمر، وهي تجر أحلامها واعترافاتها الحزينة تشعر القارئ بمدى تعاسة الحياة بالنسبة للخاطئين ولاكون أكثر صدقاً الخاطئات،  اولئك النسوة اللاتي وثقن برجلٍ ما،  احببن حد التخلي عن كل شيء مقابل الحب، وظنن أن الرجل الشرقي يهوى ومستعد أن يضحي من أجل هواه وحبه وعشقه، لكن يكتشفن أن المرأة التي تحب وتعطي قبل الاوان قبل الزواج، تذبل وتموت ولا تتحقق احلامها،  تنسحق كل آمالها فيمن احبت،  تصبح مجرد امرأةٍ عابرة، وبالرغم من وفاءها لمن احبت إلا أن الطرف الآخر يعتبر أن لهذه المرأة عابرون كثر وانه ليس الوحيد في حياتها، الفردوس اليباب الضياع،  حتى انه ليس الفردوس المفقود الذي كتب عنه ايفور ايفانز بعد ان تحطمت آماله واصبح رمزاً لكل حلم ينهار،  في الفردوس اليباب.. الكثير من الخيبات والالم والفرح الكاذب،  فيه شوارع جدة الكنداسة والسيف والدراجة والنورس وفتيحي وجمجوم وعمارة الملكة،  وباب شريف كمعلم تاريخي،  وتنقسم الرواية الى عدة عناوين داخلية.. 
ـ الهواء يموت مخنوقاً
ـ تفاصيل اللوعة
ـ قارة ثامنة تغور
ـ سقوط الوردة
ـ لن تبكي الحساسين على الشرفات
ـ اختزال الروح 

الرواية ولانها لكاتبة سعودية تعتبر جريئة بتناولها واسلوبها في نقل روايتها، الذي يعتمد استرجاع الاحداث، بمعنى ان تحُكى الرواية بعد سقوط بطلها،  فتجد الندم والاحباط واليأس يسيطر على الشخصية التي تقص او تروي لنا حكاياها عن جدة وعن الخطيئة، عن المكان عندما نراه جميلاً ورائعاً وكيف يتحول الى مكان لا نعرفه مكان نخافه مكان كنا نعتقد اننا عرفناه فنكتشف عكس ذلك،  في هذه الرواية التفاتات للواقع العربي المر وما يحدث في غزة قبل الحرب الاخيرة وغيرها،  حرية المرأة في سواقة السيارات قبل التغيير،  تلميحات هنا وهناك ..

كما تناولت الرواية في شخصية السائق حسن امام الظروف الاقتصادية التي تجعل مهندساً يترك وطنه ليعمل سائق في بلد آخر،  وهي حادثة متكررة في بلداننا العربية، حيث يتم تجميد الكوادر في مجالات علمية تنهض بالاوطان،  ويتم شغلهم بالبحث عن مصدر دخل يعيل اسرهم بعيداً عن طموحاتهم الشخصية والوطنية في النجاح.. هذه قراءة عابرة لرواية غير متوقعة من مواطنة سعودية.


Create Account



Log In Your Account