السبت 30 نوفمبر ,2024 الساعة: 05:41 مساءً
وفق الإمكانيات والظروف المتاحة يحتفل أعضاء وقيادات الحزب الاشتراكي اليمني على الصعيد الوطني بالذكرى الـ46 لتأسيس الحزب الاشتراكي صاحب أكبر تجربة تاريخية نضالية للأحزاب السياسية ليس على مستوى اليمن بل على مستوى الوطن العربي، خصوصاً إذا ما قيس في المقام الأول مسألة النضال السياسي للحزب الاشتراكي اليمني ومنجزاته السياسية والاجتماعية النوعية على الصعيد الوطني، وفي المقام الثاني عمر الحزب وتجربته التاريخية منذ أن تشكلت فصائله السياسية الأولى في أواخر الخمسينات من القرن الماضي مقارنة بالأحزاب السياسية التي تأسست في جميع الدول العربية، الأمر الذي يجعل حاصل تاريخ الحزب الاشتراكي اليمني ومنجزاته الوطنية تشكلان حالة سياسية حزبية وطنية نضالية استثنائية في الوطن العربي.
من هنا أي من حاصل التجربة التاريخية و المنجزات الوطنية يأتي الكثير والكثير من مصادر الفخر والاعتزاز السياسي وحتى الشعور بالوجدان الوطني المستمر لأعضاء وقيادات الاشتراكي لاسيما وهم يجددون انتمائهم إلى صفوف حزبهم مع كل احتفال سنوي بذكرى تأسيسه، ناهيك عن ما هو نوعي في ثقافتهم السياسية وجوهري في انتمائهم الفكري لفكرة التقدم،
اقصد إيمانهم الفكري بفلسفة الاشتراكية التي كانت وماتزال هي حاصل القيم والمبادئ والأفكار الإنسانية التي لم تتول مطاردة الاستغلال والعبودية فحسب، بل خاضت معاركها السياسية والاجتماعية والاقتصادية من أجل أن تتحول العدالة الاجتماعية بكل أبعادها السياسية والاقتصادية إلى نظام سياسي وفلسفة حياة ناظمة للانسان على هذه الأرض.
على الصعيد الوطني رغم كل المتغيرات ستظل ذكرى تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني لها من جهة أولى دلالاتها السياسية التى تتعلق بأهمية وجود العقل السياسي الحزبي الذي خاض معركة التغيير في اليمن، حيث مثل الحزب الاشتراكي أبرز المكونات السياسية لهذا العقل الحزبي في اليمن، ولها من جهة ثانية قراتها الوطنية التي تستحضر المنجزات التاريخية والوطنية للاشتراكي، وفق نظرة معيارية غير منفصلة عن طبيعة المشكلة اليمنية وعن سؤال المستقبل الذي يجب أن يكون ناتج لتقدم التاريخ على حساب الماضي في اليمن.
على هذا الأساس إذا كان التاريخ بمفهومه التقدمي والإنساني يقدم نفسه حليف للشعوب المتطلعة نحو المستقبل على حد وصف الباحث والمفكر علي امليل.
فإن طبيعية المشكلة اليمنية منذ سبتمبر واكتوبر وقابليتها للامتداد الزمني دون حلول جذرية، ستظل هي المعظلة التي تجعل حاضر الأجيال المتعاقبة مجرد تكرار زمني منفصل عن حركة التاريخ وعن مسار التقدم، ما يعني في النتيجة العوده باليمن نحو الماضي كما هو حاصل اليوم.
وعطفا على ذلك اذا كانت الفكرة الوطنية بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية هي الجهاز المفاهيمي الذي تولى نفخ روح التحولات التاريخية التي حولت كثير بلدان العالم إلى دولة واوطان للعيش الكريم على قاعدة المواطنة، فإن احتفالات الاشتراكيين بذكرى تأسيس حزبهم على الصعيد الوطني، لا تعني ابتهاج الجماهير بتاسيس الحزب الذي شكل علامة سياسية فارقة في التاريخ السياسي المعاصر لليمن { لاسيما في حال النظر إلى حاصل الممكنات / السياسية/ والوطنية/ التي تحققت على يد الحزب بمقياس الفكرة الوطنية } بل تعني هذه الاحتفالات أن الحزب الاشتراكي اليمني سيظل يحصل على قيمة سياسية وطنية مضافة تشرعن لوجوده السياسي مع كل ذكرى سنوية، وهي قيمة سياسية لا تستمد فقط من الزخم الجماهيرى لأعضاء الحزب وأنصاره في مثل هذه الظروف، بل من حاجة اليمنيين إلى تغيير واقعهم السياسي والاجتماعي، الأمر الذي يتطلب تنظيمات سياسية حزبية مؤهلة للتعاطي مع حاجة اليمنيين لفكرة التغيير في مثل هذه الظروف التي يتم فيها استدعاء العقل السياسي الحاكم تاريخياً في اليمن، (العقل السياسي التاريخي)
بتوصيف مكثف إذا كانت مشكلة اليمنيين منذ سبتمبر واكتوبر تكمن بعدم تحول اليمن حتى اليوم إلى دولة ووطن، فإن القيمة السياسية والوطنية المضافة للاشتراكي في الوقت الحاضر، ستظل نتيجة للوعي السياسي المدني بطبيعة المشكله اليمنية، ونتيجة للوعي /السياسي/ الجماهيري/ بأهمية وجود العقل السياسي الحزبي ودوره النضالي، لاسيما حين يتم استحضار سؤال المنجزات الوطنية التي حققها الاشتراكي ووضعها في سياقات تاريخيه سياسية وطنية من أجل أن تتحول اليمن إلى دولة ووطن لليمنيين.
وحتى يكون حديثنا في هكذا موضوع مدعوم بالشواهد الوطنية، فإن ذلك يستدعي الحديث بعد هذه المقدمة عن 12 حلقة أو محطه تتعلق بالفعل السياسي الحزبي و المنجزات الوطنية للحزب الاشراكي اليمني منذ نشأته وحتى اليوم وذلك على النحو الآتي:
1- الاشتراكي والعقل السياسي الحزبي في اليمن
2- الاشتراكي من ثورة الجمهورية إلى ثورة التحرير
3- الاشتراكي وسلطة الدولة الحاكمة في اليمن
4- الاشتراكي مشروع التقدم وسلطة الحزب الحاكم
5- الاشتراكي ومشروع التعددية الحزبية
6- الاشتراكي وتحقيق الوحدة اليمنية
7- الاشتراكي والدولة الوطنية الديمقراطية
8- الاشتراكي والقضية الجنوبية
9- الاشتراكي ومعارضة العقل السياسي الحزبي في سبيل فكرة التغيير
10- الاشتراكي والفعل السياسي الوطني من الثورة الثالثة إلى الدولة الاتحادية
11- الاشتراكي والموقف السياسي تجاه الانقلاب والحرب والتحالف العربي
12- الاشتراكي والفعل السياسي تجاه حاضر اليمنيين ومستقبلهم.