السبت 24 مايو ,2025 الساعة: 12:04 مساءً

الحرف28 -متابعة خاصة
كشفت مصادر أمنية مطلعة، عن قيام جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في شمال اليمن، بإنشاء جهاز أمني جديد يحمل اسم "جهاز أمن الثورة"، في خطوة تهدف إلى تعزيز سيطرتها الأمنية والاستخباراتية ضمن مشروع توسعي تشرف عليه قيادات الجماعة مباشرة.
وحسب المصادر التي تحدثت لموقع "ديفانس لاين"، جاء تأسيس الجهاز بقرار من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ليعمل ككيان تنسيقي أعلى بين مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة للحوثيين، مع مهام استراتيجية تشمل توجيه الأداء العام، والتخطيط، والرقابة، والإشراف الكامل على الأجهزة الأخرى. ويأتي ذلك في إطار ما تسميه الجماعة "المشروع التنظيمي الجهادي" و"المسيرة القرآنية"، وهو مشروع أمني وسياسي يوازي في هيكله وأدواره وزارة الاستخبارات الإيرانية، ويسعى إلى فرض "الولاية" على الجزيرة العربية.
يخضع الجهاز لإشراف مباشر من عبد الملك الحوثي، ويتوقع أن يتولى مهامًا أمنية داخلية وخارجية، تشمل الأمن الإقليمي، في إطار المشروع التوسعي الذي تدعمه إيران، بحسب المصادر.
وأفادت المصادر بأن الجماعة عينت جعفر محمد أحمد المرهبي، المعروف بلقبه الحركي "أبو جعفر"، رئيسًا للجهاز الجديد. المرهبي (42 عامًا) من أبناء مديرية رازح في محافظة صعدة، ويعتبر من أبرز قادة الظل في التنظيم الأمني السري للجماعة، وله تاريخ طويل في العمل الاستخباري والعمليات العسكرية، وهو من أوائل الملتحقين بتنظيم "الشباب المؤمن"، الذي تبنى أفكارًا مستنسخة من الثورة الخمينية الإيرانية.
تلقى المرهبي تنشئة أيدلوجية في بيئات مذهبية مغلقة، واشتُبه في تدريبه خارج اليمن. كان مقربًا من مؤسس الجماعة، تولى مسؤوليته الأمنية وحماية أسرته، واستمر في حماية عبد الملك الحوثي، كما شارك في تأسيس "الدائرة الأمنية"، التي تحولت لاحقًا إلى جهاز "الأمن الوقائي الجهادي"، الجهاز الاستخباري الداخلي للجماعة.
يرتبط المرهبي بشبكات أمنية مرتبطة بمخابرات "فيلق القدس" الإيراني و"حزب الله"، ونشط في تنفيذ عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة، واعتُقل في مناسبات عدة خلال الأعوام 2003 و2004. قاد ما يعرف بـ"خلية صنعاء الإرهابية الثانية"، وحُكم عليه بالإعدام عام 2008 بعد إدانته بقتل ضابط وجندي، قبل أن يُفرج عنه بعفو رئاسي في 2011 تزامنًا مع اندلاع الثورة الشبابية في اليمن.
شارك في الحروب التي خاضتها الجماعة في محافظات حوث، عمران، وصنعاء، وأسهم في السيطرة على مؤسسات الدولة الأمنية بعد اجتياح صنعاء، مما مكن الجماعة من توطين عناصرها في هياكل الأمن والاستخبارات.
في 2016، أصدر رئيس "اللجنة الثورية العليا" التابعة للجماعة قرارًا بتعيينه في وزارة الداخلية، ومنحه رتبة "عقيد"، ثم رُقي لاحقًا إلى رتبة "لواء". كما عينته الجماعة عام 2023 وكيلاً لوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، ليغطي أنشطته الأمنية بمناصب رسمية.
تفرض الجماعة سرية كبيرة حول تحركاته وشخصيته، حيث أزالت قنواتها الإعلامية مؤخراً كافة المواد والصور المتعلقة به، رغم بث قناة "المسيرة" فيلمًا وثائقيًا سابقًا عن دوره في الجماعة. ويخضع المرهبي لمحاكمة غيابية في المحكمة العسكرية بمحافظة مأرب بتهم الإرهاب وجرائم ضد الدولة.
هذا الاستحداث يعكس سعي الحوثيين لتعزيز هيمنتهم الأمنية والاستخباراتية، مع تنويع أدوات الرقابة والسيطرة على المجتمع، ومواصلة مشروعهم التوسعي بدعم إيراني واضح.