الحوثيون في انتظار أوامر طهران بعد الضربات الإسرائيلية على إيران
الجمعة 13 يونيو ,2025 الساعة: 05:34 مساءً



أحدثت الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة على منشآت إيرانية عسكرية ونووية صدمة لدى ميليشيا الحوثي، ما دفعها إلى التزام خطاب التضامن الحذر في انتظار ما تسفر عنه تطورات المواجهة، وسط ترجيحات يمنية بأن الجماعة ستحدد خطواتها التالية بناءً على أوامر مباشرة من طهران.

ووسط ذهول أصاب مؤيدي الجماعة وقياداتها، توالت بيانات التضامن من أعلى هرمها الانقلابي إلى مكتبها السياسي وناشطيها، بينما توعّد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي باستمرار الهجمات باتجاه إسرائيل، وزعم أن جماعته أطلقت 11 صاروخاً ومسيّرة خلال أسبوع، استهدفت مدناً إسرائيلية ومطار بن غوريون.

لكن باحثين ومحللين يمنيين يرون أن رد الفعل الحوثي جاء فاقداً للمبادرة، ويكشف عن حالة من الارتباك الشديد داخل أذرع إيران في المنطقة، لا سيما أن الحوثيين - بحسبهم - لا يملكون قرار التصعيد المستقل، بل ينتظرون "تحديث الأوامر" من طهران، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

الباحث اليمني فارس البيل أكد أن الجماعة تتصرف ضمن إطار الخطة الإيرانية الكبرى، التي كانت تهدف سابقاً إلى استخدام الأذرع لتحقيق مكاسب استراتيجية لإيران، مشيراً إلى أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة أربكت هذا المخطط، ولم تترك للأذرع مساحة مناورة، ومنها الحوثيون.

وبحسب البيل، فإن إيران باتت أمام خيارين: إما المضي في التصعيد حتى النهاية، ودفع الحوثيين نحو إشعال جبهات جديدة، أو استخدامهم كورقة تفاوضية، وهو ما سيتضح خلال الأيام القادمة.

ويرى أن من غير المستبعد أن يعمد الحوثيون إلى هجمات عشوائية على السفن أو إطلاق صواريخ في محاولة لفرض واقع ميداني جديد، خاصة إذا أرادت طهران إثبات قدرتها على الرد من خلال حلفائها.

المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر اعتبر أن الجماعة تقف على مفترق طرق حقيقي، إذ تجد نفسها مضطرة لإرضاء طهران دون المخاطرة بقياداتها التي قد تُستهدف كما حدث مع قيادات "حماس" و"حزب الله".

ويرجّح أن تلجأ الجماعة إلى التصعيد الرمزي، كاستئناف الهجمات على السفن بشكل محدود، أكثر من كونه قراراً عسكرياً استراتيجياً، بهدف امتصاص الغضب الإيراني والبقاء ضمن محور "المقاومة" دون الدخول في مواجهة مباشرة.

ويحذّر الطاهر من أن مثل هذه التحركات محفوفة بالمخاطر، خصوصاً في ظل ازدياد الاختراقات الأمنية في صفوف الجماعة، واحتمالية رد فعل دولي أوسع قد يهدد بقاءها السياسي والعسكري. ويضيف أن التصعيد الحوثي - إن حصل - سيكون موجهاً للرأي العام الداخلي لتعزيز صورة الجماعة في اليمن، وليس لتحقيق مكاسب عسكرية حقيقية.

أما المحلل السياسي رماح الجبري، فيؤكد أن لحظة ما بعد الضربات الإسرائيلية تُعد مفصلية في مسار الجماعة، ويشير إلى أن الحوثيين قد يعودون لشن عمليات في البحر الأحمر وباب المندب ضمن الأجندة الإيرانية الأصلية، والتي تقضي بخنق الملاحة الدولية وتهديد الاقتصاد العالمي كأداة ضغط سياسي.

ويجزم الجبري بأن الجماعة ستوازن بين تنفيذ مصالح إيران والتخفيف من حدة الردود الدولية، متوقعاً أن تبدأ بهجمات رمزية لاختبار رد الفعل الأميركي، وربما تصعيد تدريجي باتجاه المصالح الإسرائيلية والغربية.

ويشير إلى أن الحوثيين - على مدى السنوات الماضية - أظهروا انحيازهم الكامل لمصالح طهران على حساب اليمن واليمنيين، وهو ما يرجّح استمرارهم في التصعيد إذا ما طلبت إيران ذلك.

وفي المحصلة، فإن المشهد يضع الحوثيين أمام معادلة شائكة: إما التصعيد المحسوب والخضوع للتوجيه الإيراني، أو المناورة السياسية لتجنّب الضربات مع الحفاظ على دورهم في محور "الممانعة". وتبقى تحركاتهم القادمة مرهونة بما ستقرره طهران في مواجهة تداعيات الضربة الإسرائيلية.


Create Account



Log In Your Account