دراسة حديثة تكشف أسباب ظاهرة نفوق الدلافين في سقطرى
الأحد 15 يونيو ,2025 الساعة: 10:13 صباحاً

كشفت دراسة علمية حديثة عن أن حادثة جنوح الدلافين التي شهدتها محافظة أرخبيل سقطرى مطلع يونيو الجاري، ترتبط بشكل وثيق بتغيرات بيئية موسمية حادة، أبرزها اضطراب التيارات البحرية وتداخلها مع الخصائص الطبوغرافية الفريدة للجزيرة.

وأفادت الدراسة الصادرة عن "مركز سقطرى للدراسات الإنسانية والاستراتيجية"، أن الأنواع التي تعرضت للجنوح، ومنها الدلافين قارورية الأنف والمخططة، تُعرف بطبيعتها الاجتماعية وحساسيتها الكبيرة للتغيرات المفاجئة في البيئة البحرية، خاصة خلال موسمي الرياح الموسمية الممتدين بين مايو–يونيو وسبتمبر–أكتوبر، حيث تندفع إلى المياه الضحلة نتيجة اضطراب في أنظمتها البيولوجية.

وأشار الباحثون إلى أن المنحدرات الساحلية اللطيفة المحيطة بسواحل سقطرى قد تُربك الدلافين التي تعتمد في تنقلها على نظام تحديد المواقع بالصدى (الإيكولوكيشن)، وهو ما يجعلها عرضة للانحراف عن مساراتها والارتطام بالشواطئ.

وأكدت الدراسة أن الجنوح الأخير ليس حالة معزولة، بل يأتي امتدادًا لسلسلة من الحوادث المماثلة التي تكررت خلال الأعوام الماضية، وأصبحت تثير تساؤلات بيئية وعلمية ملحة حول التغيرات الطارئة في البيئة البحرية المحيطة بسقطرى، التي تُعد واحدة من أغنى النظم البيئية في المحيط الهندي.

وتناولت الدراسة جملة من العوامل المحتملة وراء تزايد الظاهرة، من أبرزها "التغيرات المفاجئة في التيارات البحرية ودرجات حرارة المياه"، إضافة إلى ظاهرة "الصعود البحري" التي تؤدي إلى تقلبات حادة في درجات الحرارة والكثافة المائية نتيجة صعود مياه باردة غنية بالمغذيات من الأعماق، وهو ما قد يُفقد الدلافين قدرتها على تحديد الاتجاه الصحيح.

كما أشارت إلى أن الطبوغرافيا المعقدة لسواحل الأرخبيل، خصوصًا في الجهات الشمالية والشرقية والغربية، والتي تتميز بوجود خلجان ومداخل ضيقة، قد تتحول إلى ما وصفته الدراسة بـ"فخاخ طبيعية" تُربك حركة الدلافين وتمنعها من العودة إلى عرض البحر.

ولفتت الدراسة كذلك إلى الأثر السلبي للنشاط البشري المتزايد في مناطق الصيد، بما في ذلك الضوضاء الناتجة عن محركات القوارب واستخدام أجهزة السونار، والتي تؤثر مباشرة على أنظمة الإيكولوكيشن الحساسة لدى الدلافين

وخلص فريق البحث إلى عدد من التوصيات لمواجهة الظاهرة والحد من تكرارها، تضمنت، تطوير نظام إنذار مبكر في المناطق التي تتكرر فيها حالات الجنوح، وتدريب فرق استجابة محلية متخصصة في التعامل مع هذه الحوادث، ومراقبة التغيرات المناخية الموسمية، خصوصًا التيارات البحرية ودرجات حرارة المياه.

وشددت التوصيات على تعزيز الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع حالات الجنوح بشكل علمي وإنساني، وتنفيذ مسوحات بيئية دورية لسلوك وصحة جماعات الدلافين في محيط سقطرى.


Create Account



Log In Your Account