دراسة تربط جنوح الدلافين في سقطرى بالتغيرات الموسمية الحادة
الأحد 15 يونيو ,2025 الساعة: 04:39 مساءً


كشفت دراسة حديثة صادرة عن "مركز سقطرى للدراسات الإنسانية والاستراتيجية" أن ظاهرة جنوح الدلافين في أرخبيل سقطرى، والتي سُجّلت مطلع يونيو الجاري، ترتبط بشكل وثيق بالتغيرات البيئية الموسمية الحادة التي تشهدها الجزيرة.

وأوضحت الدراسة أن التيارات البحرية المتضاربة والطبوغرافيا الفريدة لسواحل سقطرى، خاصة خلال مواسم الرياح الموسمية، تدفع بأنواع الدلافين الاجتماعية كـ"قارورية الأنف" و"المخططة" إلى المياه الضحلة، حيث تُربكها التضاريس الساحلية وتُعيق قدرتها على تحديد المواقع بالصدى.

وأكدت أن الحادثة الأخيرة تمثل حلقة جديدة في سلسلة من حوادث الجنوح المتكررة التي تشهدها الجزيرة، خصوصًا على السواحل الشمالية والشرقية والغربية، خلال فترات اضطراب التيارات البحرية وتغير حرارة المياه.

وأشارت الدراسة إلى عوامل عدة وراء هذه الظاهرة، أبرزها تغيرات في درجات حرارة المياه، وظاهرة الصعود البحري التي تجلب تيارات باردة وغنية بالمغذيات إلى السطح، إلى جانب طبيعة السواحل الضيقة والخلجان التي قد تُشكل "فخاخًا طبيعية" للدلافين، فضلًا عن الضوضاء الناتجة عن محركات القوارب واستخدام السونار، ما يؤدي إلى تشويش أنظمة التوجيه لدى هذه الكائنات.

وقدّمت الدراسة سلسلة توصيات، منها: إنشاء نظام إنذار مبكر، وتدريب فرق محلية على إنقاذ الدلافين، ومراقبة التيارات الموسمية، وتعزيز وعي السكان المحليين، إضافة إلى تنفيذ مسوحات دورية لحالة الدلافين الصحية والسلوكية.

من جانبه، حذّر الدكتور عمر السقطري، مدير الأبحاث البيئية في المركز، من أن الظاهرة "ليست مجرد حادثة عابرة، بل جرس إنذار لاختلال التوازن البيئي البحري في سقطرى".

ووفق الدراسة، فإن معدل نجاة الدلافين في سقطرى يبلغ 60%، وهو أعلى من المعدلات العالمية، ويُعزى ذلك إلى سرعة تدخل السكان المحليين.

يُذكر أن الحكومة، عبر وزير الزراعة والري والثروة السمكية، كانت قد وجهت في 6 يونيو بالتحقيق في أسباب نفوق العشرات من الدلافين، إلا أن نتائج التحقيق لم تُعلن بعد.



Create Account



Log In Your Account