الإثنين 30 يناير ,2023 الساعة: 01:48 مساءً
برزت مؤخراً ، بعض النغمات أو المفاهيم المناطقية المقرفة، في بعض المحافظات ومنها عدن وما جاورها، وهذا ما يؤكد على أن هنالك دفعاً كبيراً، في هذا الشأن من قبل البعض أو جهات معينة، سواءً منها داخلية، أم خارجية، لإن مسألة كهذه لا يمكن أن تطرأ سيما في مثل هذه الظروف، التي يعيشها المجتمع اليمني، مالم يكن هنالك من يعمل على تأجيج مفاهيم مغلوطة كهذه، والتي لن ينتج عنها سوى تمزيق النسيج الإجتماعي لأبناء اليمن ، أياً كانت مناطقهم.
إن مسألة كهذه لم تأت من فراغ، بل هناك من يعمل على الدفع بها إلى العلن، لكي يتمكن أولئك الأشخاص من تنفيذ مخططاتهم، السيئة والقذرة، وخاصة في ظروف كهذه، التي تعيشها اليمن في الوقت الراهن ، وذلك بهدف إيجاد شرخ في وسط المجتمع ، لكي يسهل لأولئك المتربصين من زرع الفتن والإشكالات بين أبناء الوطن الواحد ، لتحقيق مآربهم التأمرية الدنيئة.
لعل ذلك ما تسعى إليه تلك القوة الخبيثة، والتي تعمل بشتى السبل والإمكانات لتمزيق عرى هذا الوطن ، بغرض تهديد أمنه ، وإستقراره ، وزعزعة أركانه ، كي يسهل لهم الإنقضاض عليه ، في أي لحظة ، وهذا ما تسعى لأجله تلك القوة المتأمرة، والتي لا تتوانى عن القيام بأعمال دنيئة كهذه، بغية بث سمومها ومفاهيمها المناطقية النتنة، والتي تم لفظها منذ قيام الثورة اليمنية، ولم تعد لها أي وجود يذكر على مستوى الوطن ، إنما هناك من يلعب بالنار ، ويحاول إعادة أو إحياء مثل هذه المفاهيم المأجورة، ثانية إلى السطح ، لكي يحقق مآربه، وأهدافه من وراء هما، وبإعتقادي بأن أمراً كهذا، هو ما يستوجب من الجهات المختصة أو المسؤولة بالدولة، والحكومة، ومجلسي النواب والشورى وغيره .
أقول هنا : إنه ينبغي على وزارة الإعلام والثقافة، أن تقوم بدورها المنوط بها والمسؤول تجاه مثل هذه المفاهيم المناطقية المغلوطة، والتي بدأت تطل برأسها من جديد، بعد أن كانت قد أختفت، لتعود مرة أخرى ، ببث سمومها الممقوتة والممجوجة، بهدف خلق الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وبالتالي هو ما يحتم عليه من القيام بعملية التوعية، وتوفير البرامج الخاصة بذلك بغرض دحض مثل هذه المفاهيم ، والتي تهدف بشكل وآخر إلى تفتيت هذا الوطن ، وإثارة النعرات القبلية والمناطقية بين أبنائه ، كما كان الحال سابقاً ، فيما هناك من يدفع بالأمور إلى نقطة خطرة ، وبالذات في حال إذا لم يعي ويدرك كل إنسان مسؤوليته، تجاه هذا الوطن وكيفية التعاطي مع أوضاعه الراهنة ، ناهيك عن الحفاظ على وحدته، أرضاً وإنساناً ، لإن أموراً كهذه هي فعلاً ستعزز من ترابط ووحدة المصير الواحد ، وهذا ما لا تريده تلك القوة الخارجية ، وكذا عملائها في الداخل ، الأمر الذي يستوجب أن تكون هنالك صحوة ويقظة كبيرتين، من كافة قوى المجتمع بما فيها الأحزاب السياسية، والمنظمات المدنية، والحقوقية ، والإنسانية ، وأصحاب الرأي ، ومن لهم علاقة في هذا الشأن ، بالعمل على مواجهة مثل هذه الأفكار ، والمفاهيم المتطرفة والتي لا تخدم سوى أعداء اليمن .
وبالإشارة إلى ذلك ، أقول بأن مسألة كهذه هو ما يجب على وزارة الإعلام وقيادتها ، من التصدي لهذه الأفكار ، والعمل بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ، من القيام بعقد لقاءات، وكذا عمل ندوات خاصة ، أكان عن طريق التليفزيون، أو المراكز الثقافية بالمحافظات ، بهدف التوعية للناس ، وحثهم على الألفة والتماسك فيما بينهم ، وهذا ما سيوطد من تلاحمهم، وترابطهم مع بعض ، وبعيداً عن تلك المناكفات المغلوطة، والمفاهيم الممقوته، والتي أريد لها أن تعود ثانية ، تحت مسمى ( دحباشي ) وعدني ، وشمالي ، وجنوبي ، وغيره.
هذا السلوك بقدر ماهو منافي لقيمنا الوطنية، فهو لا يليق لأحد ، أن يطلق مثل هذا الكلام ، لأننا شعب واحد ، ونسيج إجتماعي واحد ، ولا أحد يستطيع أن يُفرّقنا ، ولكن كلام كهذا هو ما يقع بدرجه رئيسية على وزارة الإعلام والثقافة، والتي ينبغي عليها القيام بدورها في مسألة كهذه ، ولكن للأسف هي تغط في نوم عميق .