الإثنين 08 مايو ,2023 الساعة: 01:05 صباحاً
الحرف28 - خاص
سلط تقرير حديث الضوء على أوضاع اليمنيين العالقين في السودان، البالغ عددهم أكثر من الفي شخص يقبعون في ظروف معيشية صعبة للغاية.
واتهم التقرير الصادر عن مركز المخاء للدراسات الاستراتيجية الحكومة اليمنية بتجاهل قضية إجلاء العالقين، الذين وقعوا هناك بين فكَّي كمَّاشة، بين اقتتال دموي عنيف بين الأطراف السودانية المتنازعة، وبين بلدهم الموبوءة بالحرب منذ أكثر مِن ثمان سنوات، والعاجزة عن استقبالهم.
وقال التقرير "اضطر العالقون اليمنيون في العاصمة الخرطوم وبورت سودان إلى إطلاق حملة إعلامية واسعة، الجمعة 5 مايو الجاري، لإيصال صوتهم إلى العالم الخارجي، لإغاثتهم مِن الوضع الإنساني الكارثي الذي انحشروا فيه بالسودان، بعد أن تجاهلت الحكومة اليمنية قضية إجلائهم مِن السودان".
وأكد ان العالقين اليمنيين، في السودان وقعوا هناك بين فكَّي كمَّاشة، بين اقتتال دموي عنيف بين الأطراف السودانية المتنازعة، وبين بلدهم الموبوءة بالحرب منذ أكثر مِن ثمان سنوات، والعاجزة عن استقبالهم.
وقال التقرير إن الكثير مِن اليمنيين في السودان واجهوا ويلات الاقتتال، والتي تسبَّبت في وفاة وإصابة عدد مِنهم.
ووفق التقرير، فإن طاقم السفارة اليمنية في الخرطوم كان مِن أوائل الهاربين نحو الخارج وفقًا للعديد مِن العالقين اليمنيين.
وفي الوقت الذي قامت فيه المملكة العربية السعودية بإجلاء أكثر مِن (5) آلاف عالق في السودان، وفقا لمصادر رسمية، مِن مواطني نحو (97) جنسية، بحرًا وجوًّا، مِن مدينة بورت سودان الساحلية، على الضفة الغربية للبحر الأحمر، إلى مدينة جدَّة على الضِّفة الشرقية للبحر الأحمر بالسعودية، بينهم أكثر مِن (450) عالق يمني، منذ بداية الحرب السودانية وحتى نهاية أبريل الماضي، بينما لا يزال غياب الحكومة اليمنية عن إجلاء بقية العالقين اليمنيين في السودان هو الطَّاغي حتَّى الآن، والذين يقدَّرون بالآلاف، يضيف التقرير.
وذكر عالقون يمنيون في السودان لـ(مركز المخا) قصصًا مروعة لما تعرَّضوا له خلال فترة الاقتتال بين الفرقاء السودانيين، وقالوا: هربنا مِن ويلات الحرب في بلادنا اليمن بحثًا عن الأمان لنتفاجأ باندلاع الاقتتال الداخلي في السودان، والذي وضعنا في موقف حرج جدًّا، وزاد مِن معاناتنا انعدام جهود الحكومة اليمنية التي غابت عن تقديم كافة الخدمات عنَّا في الخارج.
ونقل التقرير عن الطالب اليمني في مجال الطب، العالق في السودان، حيدر الفقيه قوله : تعرَّضنا للجحيم خلال موجات الاقتتال الداخلي في السودان، وبعد أن تمكَّنَّا مِن الوصول إلى مدينة بورت سودان، مِن أجل إجلاءنا إلى بلادنا، تفاجأنا برفض فرق الإجلاء السعودية إجلاءنا أسوة بزملائنا اليمنيين الذين تمَّ إجلاءهم في السَّابق، في دفعتين عبر البحر إلى مدينة جدَّة، بمبرِّر عدم وجود تواصل وتنسيق مِن قبل السلطات اليمنية معها، في ظلِّ الغياب الكامل لتحرُّكات الحكومة اليمنية في هذا الصدد.
وقال: "مضى علينا أكثر مِن أسبوعين في مدينة بورت سودان في وضع مأساوي، حيث تمَّ إجلاء حوالي 400 يمني فقط مِن السودان، عبر المندوب السعودي هنا، بدون تنسيق أو تدخُّل مِن السفارة اليمنية في الخرطوم، وتفاجأنا بعدها بإيقاف إجلاء اليمنيين بشكل كامل".
وذكر أنَّ عدد اليمنيين العالقين في بورت سودان يتجاوز (2,500) يمني، حاليًّا، والعدد في تزاياد مستمر مع وصول أعداد جديدة إليها بشكل يومي. ويفترش أغلب المجلون إلى بورت سودان الشوارع لانعدام المأوى، بينما المحظوظين مِنهم مَن وجدوا مكانًا يأويهم في ميناء بورت سودان، أو في صالة مناسبات، قسمت نصفين جزء مِنها خُصِّص للنساء والنصف الآخر للرجال، يفصل بينهما ستار قماشي فقط.
قال مصدر في اتِّحاد الطُّلاب اليمنيين في السودان لـ(مركز المخا): إنَّ الحكومة اليمنية لم تقدِّم أيَّ جهود تذكر، ولم تقم بأيِّ دور حتى الآن لإجلاء العالقين اليمنيين في السودان، ما عدا تصريحات ووعود لم يتم الوفاء بها، ولا تتَّسق مع حجم المأساة التي يعاني مِنها اليمنيون العالقون هناك.
وكشف أنَّ الطرف السعودي أوقف عملية إجلاء العالقين اليمنيين في السودان نتيجة التقصير لدى الجانب اليمني.
وقال مصدر في اتِّحاد طلاب اليمن: أنَّ العالقين اليمنيين في مدينة بورت سودان يواجهون أوضاعًا بالغة الصعوبة في ظلِّ الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، وانعدام السيولة المالية، وضعف الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى معاناتهم الكبيرة مِن انعدام الرؤية حيال موعد إجلاءهم مِن السودان، ويقضون ساعاتهم الثقيلة وأيَّامهم المريرة بانتظار ساعة الفرج، وفي حالة ترقُّب دائم لوصول باخرة الإجلاء.
وأشار إلى أنَّه مِن الجهود الميدانية لإنجاح عمليات الإجلاء، تم تشكيل لجنة طوارئ مِن اتِّحاد الطُّلاب للتنسيق مع الجهات الحكومية، وتقديم الجوازات للجنة الإجلاء، وفقًا لأقدمية الوصول إلى بورت سودان، والحالات الإنسانية المستعجلة، حيث جهَّز اتحاد الطُّلاب أكثر مِن (1,900) جواز لتسليمهم للجنة الإجلاء عند موافقتها على إجلاء اليمنيين، مرتَّبة حسب أولوية الوصول إلى بورت سودان، وحسب العوائل والأطفال الذين لهم الأولوية مِن المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، كما تم إقامة مطبخ بتمويل مِن رجال أعمال ومتبرِّعين يمنيين، لتقديم وجبات خفيفة للعالقين اليمنيين.
وطالب العالقون اليمنيون في السودان الحكومة اليمنية بالتحرُّك العاجل لإنقاذهم مِن الوضع المأساوي الذي يعانونه هناك منذ اندلاع المواجهات المسلَّحة في السودان الشهر الماضي.
كما ناشدوا المجتمع الدولي لإنقاذهم جرَّاء تقصير حكومة بلادهم، وغياب جهودها الميدانية لإجلائهم مِن السودان، إثر الغياب شبه الكلي للدولة اليمنية، جرَّاء الحرب الدائر في اليمن، منذ ما يزيد عن ثمان سنوات.
تشهد العاصمة السودانية ومناطق أخرى من البلاد، اقتتالا داميا بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع، منذ 15 أبريل الماضي.