الثلاثاء 23 مايو ,2023 الساعة: 08:07 مساءً
يظن البعض أننا حينما ننبش في التاريخ السلالي بشكل عام والإمامي بشكل خاص هو تعصب وتحامل غير مبرر، لكن ما نعايشه اليوم كيمنيين من هذه السلالية القبيحة من جرائم لا حصر لها أودت باليمن واليمنيين يحتم علينا توضيح فكرهم وتعرية جرائمهم سواء كانوا سنة على نهج الشيعة أو شيعة إمامية رافضية.
حاولنا تتبع الترابط السلالي بين الفئتين السلاليتين في اليمن سواء في الشمال أو الجنوب فوجدنا عجباً.
ففي رسالة لأحد السلاليين من أجداد سهل بن عقيل المتعصب للسلالية والحوثية، هي من أشد أنواع الرسائل غرابة وتعصباً، حوت كل إجرام وقبح وتعصب السلاليين وتعاضدهم مع بعضهم البعض، سواء كانوا سنة أو شيعة؛ سنة صوفية في الجنوب، وشيعة إمامية في الشمال، ضد اليمنيين.
يعتقد الصوفية الكثير من الاعتقادات الشيعية وتعصبهم لعلي بن أبي طالب وما يسمونه الآل، وينسب معظم الصوفية أنفسهم إلى النسب الهاشمي بطرق مختلفة عن كريق الحب والولاء وليس عن طريق النسب والذرية، مما جعلهم أكبر الروافع للتجنيد الشيعي الإمامي، فهم أكثر الفئات تدجيناً للمواطنين بتلبس ثقافتهم السنية بينما الأجندة شيعية صرفة.
وللتدليل على هذا النهج نورد بعض المشاهد من المراسلات بين الصوفية الحضرمية وبين الإمامة في الشمال، وكيفية إفتاء وتحليل دماء اليمنيين من قبل الصوفية للإماميين وتحريضهم عليهم، مما جعلنا نقف على أكثر المواقف غرابة ودهشة من الاستخفاف بدماء اليمنيين عبر التاريخ، واعتبر سفك دماء اليمنيين قربة إلى الله، بل قتل صغيرهم قبل كبيرهم من أحب القربات إليه من الله، وياللعجب العجاب!
هناك رسالة بعث بها محمد بن عقيل بن عبدالله الحضرمي للأمير البدر محمد بن الإمام يحيى حميد الدين، أمير تهامة، يهنئه بدخول جيش الإمام معقل الزرانيق بيت الفقيه وانتصاره عليهم، أحببت أن أشاركها الجميع ليعرف اليمنيون قبح هذه السلالة في كل مكان وتعصبها ضد اليمنيين، المؤرخة بـيوم الأحد السابع من رجب 1348هـ/ الثامن من نوفمبر 1929م..
نص الرسالة:
"أدام الله جلال الجناب الرفيع، صاحب السمو الكريم العالي، سليل الأطهار جلال الإسلام شرف الأنام سيف الإسلام محمد نجل أمير المؤمنين يحيى أحيا الله بكم الإسلام، وأذل الطائفة اللئام، وأعز أنصاركم نصركم الله، وأيدكم بروح منه على أعداء الدين والمارقين.
مولاي.. ما أبرك اليوم الذي نشر فيه تلغرافكم المنبئ بدخول جيوش المؤمنين بيت الفقيه، وتسليم بقية الخارجين، فو الله أزاح هذا الانتصار كابوساً على قلوبنا طالما قاسيناه، وكم كنا نتمنى ذلك اليوم الذي نسمع فيه بسحق الزرانيق، وياليتني كنت مع الفاتحين لكنت تقربت إلى الله بقتل صغارهم قبل كبارهم"، ثم ذكر أن "هؤلاء الزرانيق عُبّاث بالبلاد، وطريقهم طريق الأخابث؛ لأنهم إما أن يكونوا بطناً من عك بن عدنان، وهم أول من ارتد في تهامة وفعلوا فيها الأفاعيل، وتلك البلاد هي مواطنهم، وإما لخبث فيهم متأصل، والأهدلية شركاؤهم.
لقد كانت ياسيدي نواصب تهامة من السادة يعلقون على ثورة الزرانيق آمالاً كبيرة وأحلاماً زائغة، فالحمد لله الذي خيب ظنهم ونكس أحلامهم.
يامولاي لقد أخبرتكم أن هؤلاء كرهت الزيدية كره العمى لاعتقادهم أنهم على غير هدى.."!
لم يكن الحضرمي هو الوحيد من حضرموت الذي ابتهج بانتصار جيوش الإمام على الزرانيق، بل إن حضرمياً آخر هو مفتي حضرموت عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف والذي زار صنعاء عام 1349هـ - 1930م قال: "إن الخلافة فيهم (أئمة الزيدية) خالدة، إلا أنها تنقبض تارة وتنبسط أخرى كما في أيام الإمام الحالي المتوكل على الله رب العالمين يحيى بن محمد حميد الدين، فقد اتسعت حتى شملت اليمن وتهامة. ووجدت بمحله ولي عهده بإثر انتصاره على الزرانيق الذين عجزت الحكومة العثمانية من إخضاعهم، فركب إليهم الليل، وجر عليهم الخيل، حتى افتتح بلادهم في أقصر مدة بشجاعة خارقة، ينبعث أشعتها من عينيه النجلاوين الحمراوين"، ثم ذكر في ديوانه مادحاً الإمام وولي عهده أحمد وذاماً الزرانيق:
أذاق الزرانيق الردى بعنابسٍ تكاد بسامي مجده تنطق البكمُ
شهاب الهدى حتف العدى نجله الذي له من وصي المصطفى جده وسمُ
هذا فقط نزر يسير جداً من قضية الموالاة بين السلاليين، وتعاضدهم على اليمنيين، وإلا فتنسيقاتهم ومراسلاتهم كثيرة، ومواقف الموالاة بينهم أكثر من أن تحصى، أوردنا بعض هذه الشواهد ليعرف اليمنيون اليوم مدى التنسيق بينهم في كل عصر.
حتى وإن لم يجاهر الصوفية الجنوبية اليوم بالعلاقة مع الحوثيين الإماميين، إلا أن تدجينهم لليمنيين وتماهيهم مع معتقدات وأفكار الشيعة يسهل الكثير للحوثيين من اختراق المناطق المغلقة للسنة اليمنيين في الجنوب أو الشمال، وقد رأينا تعز القلعة الأساسية الحصينة لسنة الشمال كيف اخترقها الحوثيون بصوفية الجنيدة والرميمة والنهاري وأسرة سهل بن عقيل الصوفي الذي سمي مفتي تعز، ولا ندري من منحه هذا المنصب، وكيف ومتى، وغيرهم من مدعيي السلالية هناك.
قد يكون الجنوب اليمني اليوم مغلقاً على السنة وقلعة حصينة لها ضد الأفكار الظلامية الإمامية الحوثية، لكن الأنشطة التي تقوم بها صوفية حضرموت على وجه التحديد كلها تصب في صالح المليشيا الحوثية ولا شك، مما يشكل خطراً مستقبلياً على الجنوب وعلى السنة في اليمن بشكل عام.