الإثنين 10 يوليو ,2023 الساعة: 08:30 صباحاً

الحرف28 - متابعة خاصة
وصفت صحيفة اندبندنت عربية البريطانية، التصعد الحوثي الاخير في تعز والمتمثل استهداف طيران الجماعة المسير، عربة عسكرية للجيش ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود، بأنه "قصف للسلام الوليد في اليمن".
وأكدت الصحيفة في تقرير لها، ان التعصيد الحوثي يهدد بالعودة إلى الحرب عقب فترة هدوء استمرت نحو عشرة أشهر.
والخميس، قتل جنديان في الجيش، أحدهما ضابط برتبة نقيب، وأصيب تسعة آخرون في هجمات بواسطة طيران مسير استهدف مواقع مدنية وأخرى عسكرية تابعة للقوات الموالية للحكومة الشرعية بمحافظة تعز (جنوب غربي البلاد).
وقال مصدر عسكري في محور تعز إن ميليشيا الحوثي شنت هجمات بالطيران المسير على مناطق مدنية وموقع عسكري تابع لقوات المحور في منطقة "الضباب" بمديرية "صبر الموادم" غرب المدينة، نتج منه مقتل الضابط عمر السمعي ورفيقه الجندي رائد الحسني، وإصابة تسعة آخرين بينهم مدنيون وجنود.
وأوضح المصدر لـ"اندبندنت عربية" أن الهجوم تم بأكثر من طائرة مسيرة استهدفت إحداها مناطق مدنية بـ"وادي الضباب" الذي يعد متنزهاً لأهالي المدينة، ويستقبل عشرات العائلات القادمة لقضاء إجازة العيد من مناطق غرب تعز.
وجاءت الهجمات الحوثية، بحسب المصدر، عقب ساعات من هجمات أخرى شنتها بقذائف الهاون على مناطق سكنية مأهولة استهدفت منازل السكان في قرية "الأثاور" بمديرية "حيفان"، وأسفرت عن إصابة مدنيين اثنين.
ويفرض الحوثيون حصاراً خانقاً على مدينة تعز (مركز محافظة تحمل الاسم ذاته)، ويمنعون قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان والمتضررين من الحرب، وهو ما تنفيه الجماعة.
واضافت "اندبندنت" ان الهجمات الحوثية الجديدة المتكررة تؤكد أن فرص السلام التي تعززت آمالها خلال الأشهر الماضية لا تزال بعيدة المنال، على رغم الجهود الإقليمية والدولية المضنية للتوصل إلى كلمة سواء مع الجماعة المدعومة من إيران.
وتنذر تلك الهجمات، بحسب مراقبين، بعودة العنف بعد هدوء شهدته آلة القتال الممتدة على نحو 50 جبهة، بفعل الجهود الدبلوماسية الإقليمية والأممية الرامية إلى التهدئة وبحث إمكانية تحولها إلى وقف دائم لإطلاق النار، والشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة عام 2018، والدخول في تسوية سياسية شاملة تضع حداً للحرب ومأساتها الإنسانية المريعة.
وسبق أن طالبت الحكومة الشرعية بإلزام ميليشيا الحوثي ببنود الهدنة وفتح الحصار عن تعز التي تضم أكبر تجمع سكاني في اليمن، وتسليم رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من عائدات النفط.
كما دعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات وداعميها لوقف إطالة أمد الحرب، وما نتج بسببها من زيادة معاناة المواطن اليمني وتهديد استقرار دول الجوار والمنطقة وممرات الملاحة البحرية.
في جردة حساب صادمة لعدد الضحايا من الأطفال على مدى ثمانية أعوام من الحرب، كشف تقرير حديث لمنظمة "سام" للحقوق والحريات (مستقلة) عن تعرض أطفال اليمن لـ35 ألف حالة انتهاك طالت براءتهم، كما جرى توثيق قتل أكثر من 5700 طفل في اليمن غالبيتهم في مدينة تعز، وهو ما دفع المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي إلى وصف واقع حال الطفولة في اليمن بأنه "جحيم على الأرض".
وكان فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الأممي المعني باليمن قال في تقرير صدر عنه في يناير (كانون الثاني) الماضي، إنه سجل "حالة اغتصاب واحدة في الأقل في حق أحد الأطفال خلال التدريبات العسكرية التي نظمها الحوثيون".
تبعه مسح نفذته اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان حول طريقة معاملة الأطفال المجندين من قبل الحوثيين. وقال إنهم وثقوا شهادات أطفال مجندين في صفوف الحوثيين تعرضوا لاعتداءات جنسية.