الأربعاء 13 مارس ,2024 الساعة: 03:47 مساءً

الحرف28 - ترجمة خاصة
تحدثت تقرير لوكالة أنباء المانية، عن ظهور تهديد جديد لهجمات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران التي تنفذها على الشحنات في البحر الأحمر، بجانب تأخير وصول البضائع من آسيا إلى أوروبا.
وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها تعتقد أن غرق سفينة نقل الأسمدة التابعة للبنان وتحمل علم بليز قطعت كابلات حيوية تحت الماء توفر الاتصال بالإنترنت بين الشرق والغرب.
وصرّح مسؤول دفاع أمريكي أن الهجوم على السفينة "روبيمار" في 18 فبراير "أجبر طاقم السفينة على إلقاء الراسي ومغادرة السفينة".
وأضاف المسؤول "التقديرات الأولية تُشير إلى أن سحب الراسي على قاع البحر ربما قطع الكابلات تحت الماء التي توفر خدمات الإنترنت والاتصالات حول العالم".
غرق السفينة "روبيمار"، تسبب في كارثة بيئية، حيث ظهرت ممرات نفطية تمتد على مسافة 29 كيلومترًا (18 ميلاً) بعد وقوع الهجوم، وفقًا لقيادة القوات المسلحة الأمريكية المركزية.
كما أن هناك مخاوف الآن من أن شحنة الأسمدة قد تتسبب في مزيد من الأضرار في حال حدث تسرب.
وقال التقرير الذي نشرته وكالة دويشتة فله، إنه "بينما لم تكن جماعة الحوثي لم مسؤولة مباشرة عن الضرر الذي لحق بكابل تحت الماء، إلا أن هجماتهم زادت من تهديد الاتصال بالإنترنت في المنطقة، حيث تزيد احتمالية وقوع حوادث مشابهة في المستقبل".
واشارت الوكالة الى انه تم تمديد كابلات الألياف البصرية، حيث تم وضع 16 منها في البحر الأحمر، وتمتد على طول قاع البحر لتسمح بسفر بيانات الإنترنت بسرعة تقترب من سرعة الضوء.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الضرر الذي لحق بالكابل كان خطيرًا لدرجة أنه أدى إلى اضطراب ربع حركة الإنترنت بين آسيا وأوروبا.
وقال (تيم سترونغ)، نائب رئيس البحوث في شركة تيليجيوغرافي المتخصصة في الاتصالات ومقرها واشنطن، في تدوينةٍ حديثة على مدونته: "تُعتبر الحوادث المرتبطة بمراسي السفن ثاني أكثر أسباب الأعطال في كابلات الألياف البحرية. و في المتوسط، يعاني كابلان من أعطال في أنحاء العالم كل أسبوع".
أضاف سترونغ أن هجمات الحوثيين على الشحن تشكل "تحديات حقيقية"، حيث تخلق السفن التي تتم مهاجمتها و تغرق مخاطر تحت الماء للكابلات وسفن تمديد الكابلات.
و لم تسبب هجمات الحوثيين فقط ارتفاعًا في تكاليف التأمين على سفن الحاويات، بل أيضًا على السفن التي تساعد في تمديد البنية التحتية للإنترنت تحت الماء. وأشار سترونغ إلى أن ذلك قد يجعل تركيب كابلات جديدة في البحر الأحمر "غير ممكن".
ووفقًا لـ (بيتر ساند)، رئيس المحللين في شركة زينيتا للأبحاث البحرية المقرَّة في كوبنهاغن: "المشكلة الحقيقية في منطقة معرضة لمخاطر الحرب هي أنه لا يمكنك إصلاح الكابل كما تفعل في أي مكان آخر". وأضاف قائلاً: "لا يمكنك إرسال سفينة إصلاح الكابلات إلى البحر الأحمر في الوقت الحالي" بسبب خطر الهجوم.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" هذا الأسبوع، ارتفعت تكلفة تأمين سفن الكابلات بالقرب من اليمن إلى ما يصل إلى 150,000 دولار في اليوم، وهو ما ذكره خبراء صناعة الشحن.
في غضون ذلك، يدعو خبراء صناعة الاتصالات الحكومات إلى بذل المزيد من الجهود لإجبار الصناعة على إيجاد طُرق بديلة لكابلات الإنترنت لتقليل الاضطراب الناجم عن قطع الخطوط تحت الماء.
ويمكن أن تساعد الطرق البرية عبر المملكة العربية السعودية -على سبيل المثال- في تجنب البحر الأحمر والمياه ذات المخاطر العالية الأخرى في الشرق الأوسط بشكلٍ عام. ولكنهم يحذرون من أن تمديد الكابلات البرية غالبًا ما يكون أكثر تكلفة.
وقد نفى الحوثيون استهداف كابلات الاتصالات تحت الماء، ولكن هجماتهم المتكررة تسببت في تجنب العديد من شركات الشحن العالمية للمرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس المجاورة باتجاه البحر الأبيض المتوسط.
و بدلاً من ذلك، تقوم العديد من السفن بالملاحة عبر مسار طويل وأكثر خطورة حول جنوب أفريقيا إلى أوروبا، مما يستغرق سبعة إلى 10 أيام إضافية.
وقد ارتفعت أقساط التأمين على الشحن نتيجة لزيادة المخاطر، في حين أدى إعادة توجيه السفن إلى زيادة تكاليف الوقود والطاقم وغيرها من التكاليف، نظرًا للحاجة إلى مزيد من السفن للمسار الأطول.
كما ارتفعت أيضًا أسعار الشحن بشكل حاد في نهاية العام الماضي، لكنها تراجعت منذ نهاية شهر يناير/ كانون الثاني.
على الرغم من المخاطر، تستمر بعض شركات الشحن في استخدام البحر الأحمر. ولكن الوفيات على متن السفينة True Confidence وقطع الكابلات تحت الماء يمكن أن يجعل المزيد من الشركات تختار المسار الأكثر أمانًا حول أفريقيا.
"لدى كل شركة تقييم المخاطر الخاص بها، وهو ما يفسر سبب استمرار بعض الشركات في المرور عبر البحر الأحمر. ولكن قد تكون هناك خطوط حمراء قد تم تجاوزها الآن مع وقوع ضحايا على السفينة True Confidence"، وفقًا لما قاله ساند.
و حتى الهجمات الأخيرة يمكن أن تشعل تبني إجراءات أكثر صرامة من قبل القوات الغربية التي نفذت مهماتٍ بحرية في الممرات المائية القريبة لحماية التجارة البحرية الحيوية من آسيا إلى أوروبا.
وفي نوڤمبر/ تشرين الثاني، أرسلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سفن حربية إلى المنطقة عندما بدأت الهجمات لأول مرة؛ وفي الشهر الماضي، بدأت بعثة بحرية مستقلة للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، بدعم من عدة دول في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا.
وقال ساند لـ DW: "لا أرى استجابة عسكرية بأحجام ضخمة و كبيرة. و يبدو إنها لعبة ضغوط، لذا أتوقع أن تستمر القوات البحرية في المنطقة في إجراء تحقيق دقيق في الأهداف التي يجب التعامل معها لضمان مرور آمن للسفن التجارية".