الإصلاح في (٣٤).. ومتطلبات النضج
الإثنين 16 سبتمبر ,2024 الساعة: 03:20 مساءً

يسير التجمع اليمني للإصلاح في خطه العمري نحو العقد الرابع منذ نشأته كواحد من أحزاب الخارطة السياسية العلنية قي ظل التعددية السياسية الدستورية التي ترافقت مع إعلان الوحدة اليمنية.

مما لاشك فيه.. أن ميلاد تنظيم سياسي علني يخرج من ظلمات العمل السري بكل محظوراته ومحذوراته.. سيلقي بظلاله على مسيرة الحزب ومبادراته وأفكاره.. وبشكل أكثر (صعوبة) و (خطورة) على إدارته بكل ما تنطوي عليه معاني (الإدارة).

ولكن وصول الحزب أو قربه من عمر (النضج الكامل) كمالا بشريا يتحقق بعمق التجربة وطول المسيرة وتراكم الخبرات الممتدة في كافة المجالات ( تنظيمية.. سياسية.. ثقافية.. اقتصادية.. اجتماعية.. الخ) ستحتاج في مناسبة مثل - ما نشهده الآن (بلوغ العمر ٣٤ عاما) - إن نقدم إشارات واضحة على معالم النضج ومؤشرات تطوير التجربة و تجذير قواعدها..

إننا في الحقيقة لا نريد أن تكون هذه المناسبة..  مناسبة مجاملاتية.. نقدم فيها التبريكات للقيادة السياسية و للقواعد الصامدة.. ونذكر بمحطات النضال والتضحيات الجبارة.. والخ، فهذا تستطيع كل الأحزاب السياسية أن تقوله لنفسها وعن نفسها ولن يعدم الإصلاح أسباب لامتداح وتمجيد مسيرته فلديه الكثير الذي يقنع به الآخرين بسمو ومجد ما يقدمه أو ما قدمه..

لكن ما نحتاجه هو أن نسمع عنه قراءه نقدية وتحليلية للمسيرة تنبع من نضج التفكير مع هذا العمر المديد والذي يستطيع أن يحدد من الأعمال ما كان فعلا صبيانيا أو أقل نضجا أو ماكان مسلكا راقيا أخلاقيا أو مسارا إداريا ترنح بين الإخفاق أو التسديد.. وكل هذا يمثل حالا طبيعيا في جهود (الناس) فردية كانت أو جماعية.. انني أقف بأنذهال عندما لا أجد حالة نقدية واحدة يقدمها الإصلاح عن نفسه.. ونقد الذات.. مؤشر التصحيح..!! 

إن هناك مؤسسات عملاقة بعضها أكبر من دول وليس تنظيما سياسيا.. تضع لنفسها هيئات عليا من خبرا داخليين يمتازون بالحياد والحرية والاستقلالية يمثلون خط الدفاع الأول عن هذه المؤسسات من خلال ما يقدمون من ملاحظات نقدية نابعة من رصد دقيق لمسيرة عملها مما يجعلها تسارع لإنقاذ ذاتها من عوامل الانهيار وتجدد قوتها وحضورها وتفعل مواردها البشرية والمادية في سبيل تحقيق اهدافها.. ومن هنا تبرز القيادات الفاعلة والتنظيرات الفكرية الناضجة والخطط المرسومة بدقة تقدير الذات وقراءة الواقع.. ولا أدري وفي هذه المناسبة هل نعلن أن نضجنا قد أوصلنا لمسار جديد يعبر عن مرحلة قادمة ربما تختلف عن كل ما مضى؟

ربما يسهل أن أسرد الامجاد، لكنني فضلت بالمناسبة أن أردد الآمال، وكل عام وانتم متقدمين إنشاء الله..


Create Account



Log In Your Account