تعليق المساعدات وتصاعد القمع الحوثي يفاقمان الأزمة الإنسانية في اليمن
الأحد 23 فبراير ,2025 الساعة: 08:59 مساءً

تشهد الأوضاع الإنسانية في اليمن تدهورًا خطيرًا بعد قرار تعليق المساعدات الخارجية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ما يهدد حياة الملايين ويزيد من معاناة الشعب اليمني في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة. 

وبحسب تقرير لوكالة رويترز، أعربت منظمات الإغاثة عن قلقها من حدوث نقص حاد في المواد الغذائية، خاصة مع ارتفاع معدلات سوء التغذية وتدهور الخدمات الأساسية في البلاد، نتيجة الصراع المستمر منذ عقد من الزمن. ويُعد برنامج الأغذية العالمي من أبرز الداعمين لليمن منذ عام 2015، معتمدًا بشكل رئيسي على التمويل الأميركي، الذي تجاوز 5.4 مليار دولار حتى عام 2023. 

في المقابل، وجهت الأمم المتحدة نداءً دوليًا لجمع 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2025، في وقت يواجه فيه نحو 20 مليون يمني خطر الجوع والأمراض القاتلة. 

تزامن هذا التدهور مع توقيع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على قرار تعليق المساعدات لمدة 90 يومًا، مما أدى إلى تقليص أنشطة العديد من المنظمات الإغاثية وتسريح مئات الموظفين، لا سيما في مناطق سيطرة جماعة الحوثي ذات الكثافة السكانية العالية. 

في سياق متصل، شنت جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء حملة اعتقالات واسعة استهدفت منتقدي الفساد على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك بعض المقربين من الجماعة. وقد طالت الاعتقالات نشطاء وصحفيين من أحياء متعددة، فيما أفادت مصادر حقوقية بتزايد حالات الاختطاف، وسط اتهامات للجماعة بإنشاء معتقلات سرية جديدة. 

من بين المعتقلين، الناشط الإعلامي عمار أمين الزهيري، الذي اُختطف من منزله بعد اتهامه بفضح قضايا فساد لمسؤولين حوثيين. كما شملت الحملة الموالي للجماعة إسماعيل الجرموزي، الذي تعرض للاعتقال عقب انتقاداته العلنية لقيادات حوثية بارزة، متهمًا إياهم بالفساد وسوء استخدام المال العام. 

تُشير هذه التطورات إلى تصاعد حدة القمع السياسي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالتزامن مع تعقيد الأزمة الإنسانية نتيجة تعليق المساعدات الدولية، ما ينذر بمزيد من التدهور في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في اليمن.



Create Account



Log In Your Account