الأحد 02 مارس ,2025 الساعة: 09:32 مساءً

الحرف28 -متابعة خاصة
استهلت مليشيا الحوثي شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسفية ضد أفران الخبز الخيرية في العاصمة صنعاء، في سياق ممارساتها المتكررة لإعاقة الأعمال الإنسانية والخيرية التي تهدف إلى التخفيف من معاناة اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر محلية، أن مشرفين حوثيين، برفقة مسلحين تابعين لما يسمى بـ«هيئة الزكاة الحوثية»، نفذوا حملات دهم استهدفت مخابز خيرية تابعة لمبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في عدة مديريات، بهدف فرض إتاوات مالية عليها، مع تهديدها بالإغلاق والمصادرة في حال الرفض.
وأكدت المصادر أن الحملة استهدفت في يومها الأول 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين في صنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز لرفضها دفع الإتاوات، بينما فُرضت مبالغ مالية على البقية تُورّد إلى حسابات ما يسمى بـ«هيئة الزكاة».
أثارت هذه الحملة الحوثية موجة غضب واسعة بين السكان والناشطين في صنعاء، الذين استنكروا استهداف المخابز الخيرية التي تقدم الخبز مجاناً لمئات الأسر المتعففة.
وأكد عاملون في المخابز المتضررة لـ«الشرق الأوسط» أن المليشيا أجبرتهم على دفع إتاوات مالية، وهددتهم بالإغلاق في حال عدم الامتثال لأوامرها، معتبرين أن هذه الممارسات تهدف إلى التضييق على فاعلي الخير والمبادرات التطوعية ومنع أي دعم يصل إلى الفقراء في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.
وتزعم مليشيا الحوثي أن حملتها تستهدف الأفران التي توزع الخبز خلال رمضان بطريقة تصفها بـ«المخالفة»، بحجة عدم الحصول على إذن مسبق من «هيئة الزكاة» والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، وهما الجهتان اللتان تتحكمان في المساعدات الإنسانية.
وحذرت مصادر إغاثية من أن استمرار استهداف المخابز الخيرية سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، إذ يعتمد مئات الأسر الفقيرة في صنعاء على هذه الأفران للحصول على قوتهم اليومي.
يأتي هذا التصعيد الحوثي في وقت حذرت فيه تقارير دولية حديثة من تفاقم أزمة الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.
ووفقاً لتقرير صادر عن «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة»، فإن ملايين اليمنيين سيواجهون نقصاً حاداً في الغذاء خلال الأشهر المقبلة، بسبب استمرار التدهور الاقتصادي والصراع الذي يقيّد بشدة قدرة الأسر على تأمين احتياجاتها الأساسية.