الأربعاء 09 أبريل ,2025 الساعة: 10:21 صباحاً
شهدت سواحل البحر الأحمر في اليمن ارتفاعاً غير مسبوق في منسوب المياه، ما أدى إلى غمر عدد من البلدات الساحلية في محافظات الحديدة وتعز، وسط تحذيرات رسمية من اتساع نطاق الظاهرة لتشمل عدن ولحج وأبين.
وتسببت الفيضانات الساحلية في نزوح عشرات الأسر وتدمير منازل وممتلكات، وسط غياب شبه تام للتدخلات في مناطق سيطرة الحوثيين.
وقالت السلطة المحلية في محافظة الحديدة إن مياه البحر غمرت منازل في منطقة الخوبة بمديرية اللُّحَيّة شمال المحافظة، مشيرة إلى أن الأمواج المرتفعة أجبرت العديد من السكان على النزوح، وتسببت في تلف الغذاء والممتلكات. واتهمت السلطات الحوثيين بعدم اتخاذ أي تدابير إنسانية لحماية المتضررين.
وفي وقت سابق، غمرت مياه البحر منطقة ذو باب الساحلية وباب المندب غرب محافظة تعز، ما ألحق أضراراً مادية كبيرة بقوارب الصيادين والمنازل. وتدخلت الفرق الإنسانية التابعة للحكومة الشرعية لتقديم مساعدات في بعض المناطق، وعرضت دعماً إضافياً في مناطق الحوثيين، لكن دون استجابة تُذكر.
المركز الوطني للأرصاد الجوية حذّر من اضطرابات بحرية قوية في البحر الأحمر وخليج عدن، متوقعاً رياحاً تتراوح سرعتها بين 15 و25 عقدة، مع هبات قد تتجاوز 30 عقدة، مما يرفع خطر ارتفاع الأمواج وغمر المياه للمناطق المنخفضة.
التحذيرات طالت أيضاً محافظات عدن ولحج وأبين، حيث انتشرت الشرطة على الشواطئ لتحذير السكان من السباحة أو الاقتراب من البحر، فيما أطلقت السلطات البيئية في تعز والحديدة حملات توعية واسعة لمواجهة الخطر المتزايد.
وقال مدير عام البيئة بمحافظة الحديدة، فتحي عطا، إن منسوب مياه البحر الأحمر يشهد تصاعداً مقلقاً، يستدعي رفع مستوى الجاهزية. وأكد أن فرق الرصد البيئي تتابع عن كثب تأثير الظاهرة على البيئة البحرية والساحلية، وفق الشرق الاوسط.
وتشير تقارير دولية إلى أن اليمن يُعد من أكثر الدول عرضة لتداعيات تغيّر المناخ، رغم كونه من أقل البلدان مساهمة في انبعاثات الغازات الدفيئة، ويصنّف ضمن الدول الخمس الأكثر هشاشة أمام مخاطر ارتفاع منسوب سطح البحر.
ومن المتوقع، بحسب دراسات مناخية، أن تتعرض مدن ساحلية يمنية، أبرزها عدن، لمزيد من الغمر والتآكل الساحلي خلال العقود القادمة، ما يشكّل تهديداً مباشراً على سبل عيش مئات الآلاف من السكان.