الإثنين 14 أبريل ,2025 الساعة: 03:14 صباحاً
تجسدت آثار الحرب بوضوح في واقعنا اليمني، حيث ارتفعت معدلات الفقر والبطالة، وعم الخراب، وانحدرت العملة إلى مستويات قياسية.
عشنا هذه المعاناة بعد حرب صيف 1994، عندما انخفض الاحتياطي النقدي إلى 150 مليون دولار. لكن بفضل قيادة حكيمة وحكومة تحت قيادة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، استطاعت توحيد الصفوف وإخراج اليمن من مصير الفشل.
تجريف الهوية الوطنية
اليوم، نشهد تآكل مؤسسات المجتمع المدني والنخب في مختلف المجالات: الطبية، القانونية، السياسية، والأكاديمية.
لم نعد شعبًا يمنياً واحداً، بل تجمعات بشرية تفتقر إلى الرؤية الوطنية، أدى إلى تلاشي الهوية الوطنية وتفريغنا من أي فكرة وحدوية.
غاب الوطن وحضر بكثافة الانتهازيون
تكتظ شوارعنا بالمباني والمولات ومحلات الصرافة، بينما تتلاشى هوية الوطن. نعيش في عالم يسوده الانتهازيون، حيث تتزايد مظاهر فسادهم أمام أعيننا، والوطن هو الوحيد الذي لم نعد نراه.
سوق القيم: إنهيار الأخلاق
تحولت قيمنا إلى مجرد سلع تُباع وتُشترى، وأصبح الوطن أسهماً في بورصة تتلاعب بها المصالح. نشهد ظهور اقتصادات جديدة، مثل سوق لوردات الحروب وسوق التهريب، وسوق التعليم الخاص، وسوق تصدير الشباب اليمني لحروب الخارج.
نتيجة لذلك، سيخرج جيلاً مدججاً بالتعصب والجهوية.
في الماضي، كانت هناك طرق متعددة للثراء، حتى وإن كانت غير قانونية، أما اليوم، فيبدو أن الثراء يتطلب الارتباط بدولة أجنبية وتأسيس جماعة مسلحة، ثم يتم تعميدها بفتح محلات للصرافة.
لماذا يحدث هذا التدمير؟ لماذا هذا التشويه والمسخ لليمن أرضًا وإنسانًا؟
حقائق مؤلمة:
1. تقاسم الثروة: أصبح التقسيم غير العادل للثروة واقعًا، حيث يُعتبر النفط من المسلمات، وأصبح ينظر إليه بقدسية. اصبح الكيف معلوم ولكن الكم مجهول، والإيمان بالنفط واجب على كل يمني ولكن السؤال عنه بدعة ومحاسبة ناهبيه جريمة.
2. البحرين العربي والأحمر: رغم غنى سواحلنا بالأسماك، يعاني اليمنيون من الفقر الغذائي وغلاء الأسعار، وخاصة السمك. يبدو أننا سنصل إلى مرحلة نحتاج فيها للسفر إلى دول الجوار للحصول على سمك يمني طازج بأسعار معقولة. وربما سيتوجب على السفارات اليمنية بالخارج أن تنشئ شركات وطنية لتصدير السمك اليمني من الخارج إلى الداخل بأسعار منافسة.
السلطة والأحزاب والنخب: من علامة القيامة الكبرى
إذا كانت الحلول البهلوانية هي بضاعتكم، فلنساعدكم على مأسسة وعقلنة وحوكمة فسادكم بما يلي:
- ضرورة إصدار نقابة لحماية الفساد
نطالب رسميًا بإنشاء نقابة للفساد، تحمي الفاسدين وتضمن استمرار تقاليد الفساد وفق الأعراف اليمنية.
- ضرورة إصدار جمعية لحماية قدامى الفاسدين
ومع تفشي الفساد بشكله المشوه، نطالب بما يلي:
1. قوننة الفساد وتحديد الرشوات في المعاملات، وطالما أصبح التهريب هو المصدر الرئيسي للسلع، خاصة في الأدوية وبعض الأغذية المنتهية الصلاحية.
2. وتشجيعًا للتهريب ورفع مستوى الأمان فيه، يتم رفع التعرفة الجمركية على المواد والأدوية التي تدخل البلاد بطرق قانونية.
3. إعفاء المواد الضرورية مثل القات ودعمه من خزينة الدولة لمساعدة المواطنين على تحمل بشاعة أعمالكم ورؤيتكم.
الفساد: ملح التنمية
أدعو وأطالب بمنحي تأسيس أول حزب معني بتنمية الفساد، ليكن اسمه (حزب الفساد والتنمية).
مهامه الرئيسية:
- العمل والمطالبة بتحويل وزارة التربية والتعليم إلى وزارة محو الأمية وقطاع التعليم، ورفع شعار "محو الأمية للجميع والتعليم لمن أراد".
4. كيف تصبح فاسدًا في 3 أشهر: نضمن التوظيف وتعيينك كمستشار من ذوي الخبرة في الفساد، حيث يعتقد الحزب أن الخبرة تفوق الشهادة.
5. منح "جوائز الفساد": ستُمنح جوائز سنوية لأفضل الممارسات الفاسدة في التعليم وقطاع الصحة، بهدف تشجيع المنافسة!