الخميس 26 يونيو ,2025 الساعة: 09:08 مساءً
المقاومة الشعبية قدمت وتقدم تضحيات جسمية من أجل حماية الوطن واسعادة جمهوريته ومقارعة فلول الظلم والجبروت المتمثلة بمليشيا الحوثي ذات الفكر الإيراني الفارسي، التي تسعى لفرض مشروعها الطائفي على اليمن.
منذ أن حدث الانقلاب الحوثي على الدولة وحتى اللحظة والمقاومة الشعبية في الواجهة ضد مشروع المليشيات الحوثية، تحارب بكل ما أوتيت من قوة وعتاد، تدفع أرواح أبنائها ثمنًا لحرية اليمن وكرامته، لم تبحث عن مناصب في الدولة بقدر ما تعمل على خدمة الوطن والمواطن والدفاع عنهما في صمت عن المطالبات، وهذا ما يؤكد الهدف الحقيقي للمقاومة الشعبية في إنقاذ المواطن من جرم المليشيات وتطهير الوطن من رجسها، وإعادة الاعتبار لقيم الدولة.
إن الدور المحوري الذي لعبته وتلعبه المقاومة الشعبية يستدعي ضرورة أن تتصدر المشهد اليمني، وأن يتم إبراز تضحياتها الجسام للعالم أجمع؛ فبفضل صمودها وتضحياتها، تم الحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة، وتم كسر شوكة المليشيات الحوثية وقصقصة أجنحتها في العديد من المناطق، بل إنها منعت سقوط مدن رئيسية كانت ستغير وجه الحرب لو سقطت في يد المليشيات؛ لذا فالمقاومة الشعبية هي خط الدفاع الأول عن المشروع الوطني، وهي السد المنيع أمام مخططات تفكيك اليمن وإعادة البلاد إلى عصور الظلام والجهل والتقسيم.
يتوجب على المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية إلقاء نظرة تقدير حقيقية لمجهود المقاومة الشعبية، فإن بقاء الدولة والحكومة الشرعية، ووجود المجلس الرئاسي نفسه، هو ثمرة من ثمرات صمود المقاومة الشعبية وتضحياتها، ولذا فتقدير جهود المقاومة وذكرها في المحافل الدولية، وإبراز بطولاتها وتضحياتها، لا يعني فقط تكريم هؤلاء الأبطال، بل يعني أيضًا تقدير الإنسان اليمني وطموحه المشروع وسعيه الدؤوب نحو تحرير بلاده من قبضة المليشيات واستعادة دولته وسيادته وكرامته، ويجب أن يتجاوز هذا التقدير مجرد الكلمات ليتحول إلى دعم عملي وملموس، يضمن للمقاومة الشعبية استمراريتها وفعاليتها
في تحقيق النصر النهائي وإعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية على أسس وطنية راسخة.
إن صمود هذه المقاومة هو ما يعزز الأمل في استعادة الدولة وإنهاء هذا الكابوس الذي طال أمده، والذي أهان كرامة الإنسان اليمني بين القتل والاختطاف والتعذيب والتجويع وتغيير الفكر والمعتقد، وصمود هذه المقاومة سيكون عظيما إذا ما تم إعطاؤها حقوقها التي توازي تضحياتها وجهادها المستميت.
إن مستقبل اليمن يعتمد بشكل كبير على قوة وفعالية هذه المقاومة، وبتقديرها ودعمها، يمكن للمقاومة الشعبية أن تستمر وفي الوقت نفسه سيتم إذلال المليشيات وإحباطها، وسيشعر المواطن في جنوب اليمن وشماله أن له الحق في الحياة وأن هناك من يعمل من أجل إنقاذه؛ ولهذا فإن تصدر المقاومة الشعبية المشهد السياسي في اليمن ودعمها ليس مطلبًا خاصًا بهذه المقاومة؛ بل هو مطلب كل يمني حر يرفض المليشيات، اليوم الشعب اليمني تبقى له أمل واحد وهو هذه المقاومة، ومن يدعي خدمة الشعب والاهتمام بصالحه عليه أولًا أن يظهر اهتمامه بالمقاومة الشعبية.