مخاوف من تكرار مآسي السيول في اليمن وسط غياب الاجراءات الاحترازية
الخميس 17 أبريل ,2025 الساعة: 06:07 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة


شهدت محافظة إب اليمنية، الواقعة على بُعد 192 كيلومتراً جنوب العاصمة صنعاء، كارثة إنسانية جراء السيول الغزيرة التي استمرت ليومين، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 14 شخصاً، في مشهد يعكس بداية مأساوية لموسم الأمطار الصيفية وسط تغيرات مناخية متسارعة.

وخلفت السيول دماراً كبيراً في البنية التحتية والأراضي الزراعية، وراح ضحيتها في يومها الأول عائلة مكونة من أربعة أفراد جرفتهم السيول في منطقة ميتم، فيما توفي وأُصيب سبعة آخرون بانهيار منزل في مديرية حبيش. وفي اليوم التالي، قضى شخصان أحدهما طفل بسبب تماس كهربائي أثناء لجوئه إلى عمود كهرباء، بينما كانت السيول تجرف شوارع المدينة وتغمر الطرق.

وتحدث سكان محليون عن جرف السيول سيارات وموقع للنازحين داخل مدينة إب، التي تأوي أكثر من 300 ألف نازح، دون تحديد حجم الخسائر في الموقع. كما تضرر الطريق الدائري الرابط بين إب وصنعاء بشدة.

ووجه المواطنون انتقادات حادة للسلطات الحوثية، متهمينها بالإهمال والتلاعب في مشاريع البنية التحتية، خاصة بعد تراجع مكتب مشروعات الأمم المتحدة عن تنفيذ مشروع لحماية المدينة من السيول بسبب نقص التمويل.

وتُعد إب من أكثر المناطق اليمنية تعرضاً للأمطار الموسمية، إذ تصب فيها عدة أودية من المناطق المجاورة، مما يزيد من خطر تدفق السيول. وحذرت نشرة الإنذار المبكر الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من استمرار تقلبات الطقس، وتأثيراتها المحتملة على الأنشطة الزراعية.

وتوقعت النشرة ارتفاعاً طفيفاً في معدلات الأمطار بين 60 إلى 100 ملم، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة في محافظات كحضرموت والمهرة، ما قد يزيد من الإجهاد المائي ويؤثر سلباً على المحاصيل، خصوصاً في المناطق التي تعاني من ضعف هطول الأمطار.

ويبقى القلق الشعبي مرتفعاً في ظل غياب الإجراءات الوقائية وغياب مشاريع الحماية، مما ينذر بموسم صيفي كارثي قد يتجاوز آثار العام الماضي، الذي تضرر فيه نحو مليون شخص.



Create Account



Log In Your Account