صنعاء... موجة نزوح قسري وحملات قمع حوثية مع تصاعد الضربات الأمريكية
الأحد 27 أبريل ,2025 الساعة: 06:24 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة



دفعت الأوضاع المعيشية المتدهورة، وحملات الاعتقال الحوثية، والضربات الجوية الأميركية المكثفة، مئات الأسر في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إلى النزوح القسري بحثًا عن الأمان وسبل العيش الممكنة.

وأفادت مصادر مطلعة لصحيفة «الشرق الأوسط» بمغادرة أعداد كبيرة من الأسر خلال الأيام القليلة الماضية مناطق متفرقة شمال وجنوب العاصمة، نتيجة تصاعد القمع الأمني، وانقطاع سبل الحياة، إلى جانب المخاوف من استهداف الأحياء السكنية بغارات جوية تستهدف منازل قادة الجماعة الحوثية.

وأكد عدد من سكان صنعاء نيتهم مغادرة المدينة برفقة أسرهم في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية، محذرين من تفاقم الأزمة الإنسانية مع استمرار التصعيد العسكري.

وتحدثت المصادر عن حالة من الغضب الشعبي ضد قادة الميليشيا الحوثية، الذين استدعوا التدخلات الخارجية لحماية مصالحهم، بينما تركوا المواطنين في مواجهة المخاطر، وسط تفاقم المعاناة وانعدام مقومات الحياة.

وفي السياق ذاته، شهدت شركات النقل الداخلي في صنعاء إقبالًا متزايدًا خلال اليومين الماضيين على شراء تذاكر السفر نحو محافظات أكثر استقرارًا مثل إب وتعز ومدن أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.

مصادر إغاثية أكدت بدورها أن موجة النزوح من مناطق سيطرة الحوثيين، بما فيها صنعاء وعمران وصعدة، شهدت تصاعدًا منذ بداية الشهر الحالي، متوقعة أن تتوسع رقعة النزوح إذا استمر التصعيد العسكري في الأيام المقبلة.

واستقبلت محافظة مأرب أعدادًا متزايدة من الأسر النازحة، حيث لجأت بعضها إلى المخيمات وأخرى استقرت لدى أقاربها داخل المدينة. وتشير التوقعات الدولية إلى ارتفاع عدد النازحين داخليًا إلى أكثر من 5.1 مليون شخص مع نهاية العام الجاري.

في تقرير حديث لها، كشفت منظمة الهجرة الدولية عن تسجيل نزوح 70 أسرة يمنية (نحو 420 فردًا) خلال أسبوع واحد (13-19 أبريل 2025)، معظمها من صنعاء، بسبب التهديدات الأمنية والاقتصادية المتصاعدة.

وبحسب التقرير، توجهت غالبية الأسر إلى تعز ومأرب والحديدة، حيث احتاجت 60 في المائة منها إلى دعم مالي فوري، و32 في المائة إلى خدمات المأوى، بينما طالبت النسبة المتبقية بتوفير مواد غذائية وغير غذائية.

ومع تسجيل هذه الأرقام، ارتفع عدد الأسر اليمنية التي أجبرت على النزوح منذ مطلع 2025 إلى أكثر من 703 أسر، وهو مؤشر خطير على تفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد في ظل استمرار الصراع وتدهور الظروف المعيشية والأمنية.



Create Account



Log In Your Account