يقف الجميع خارج اللحظة
الإثنين 28 أبريل ,2025 الساعة: 07:36 مساءً

الحكومة تعمل وكأنها في زمن ما قبل الحرب، ومعها القوى السياسية التقليدية، أي الأحزاب. أما القوى الصاعدة من رحم الحرب، فتعيش زمن ما قبل الحرب. انظروا جيداً إلى قضاياهم، مشاكلهم، التحديات والمعارك التي يخوضونها. بل إن الأحزاب السياسية ترى نفسها على أنها أحزاب معارضة وتنتظر وجود حزب حاكم. معارضة لمن؟ لا ندري.

أما المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، التي تجرّ معها بطبيعة الحال المنظمات المحلية، فهي تقف في زمن ما بعد الحرب. مشاريعهم تتركز حول الإنعاش الاقتصادي، العدالة الانتقالية، سياسات الشمول وإدماج الفئات والشرائح. خطابهم يدور حول المصالحة وإفشاء السلام، لدى من لا يحارب ولا يشن هجوماً. ويجري حشد أطراف لا وجود لها في قلب المعركة. يشبه الأمر من يُسلِّم على غير الضيف.

على النقيض، فإن الجماعة الحوثية لم تغادر الماضي ذهنياً وأيديولوجياً وخطابياً، وليست مستعدة للذهاب نحو المستقبل. إنها تعيش الحرب كحاضر وعقيدة. كل ما تنتجه يأتي من قلب الحرب، تفكيراً وتخطيطاً، شدةً ومرونة.

هذا الفارق بين الأزمنة ينتج فارقاً في التفكير وفي النظرة إلى الواقع، وبالتالي يولِّد مفارقة وهدر قدرات وضياع وقت وطاقة. وربما يؤدي إلى خسارة فادحة: خسارة في الموارد، وخسارة في اغتنام الفرص، وبالتأكيد خسارة في الأرواح.

وقبل هذا كله، هناك ضياع للبوصلة. لن نغادر الماضي، ولن نصل إلى المستقبل، لأننا لم نتمكن من التموضع في الحاضر بالشكل الصحيح.


نقلا عن صفحة الكاتب على منصة إكس


Create Account



Log In Your Account