الجمعة 23 مايو ,2025 الساعة: 06:45 مساءً

الحرف28 - خاص
في خطوة نادرة وغير معتادة، عقد رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، سلسلة اجتماعات عسكرية موسعة في العاصمة المؤقتة عدن، ضمّت قيادات رفيعة من مختلف الهيئات والوحدات والمحاور القتالية التابعة للقوات المسلحة، وهو ما يثير تساؤلات واسعة حول دلالات هذا الحضور اللافت في مدينة تُعد من أبرز معاقل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
الفريق بن عزيز، الذي اعتاد على عقد اجتماعاته الرئيسية في مدينة مأرب التي تمثل مركز قيادة الجيش الوطني في الشمال الشرقي، ترأس في عدن اجتماعاً موسعاً، حضره كبار قادة الهيئات العسكرية، ومدراء الدوائر، وقادة محاور وألوية قتالية، حيث جرى خلال اللقاء استعراض تقارير ميدانية مفصلة عن سير العمليات القتالية في جبهات أبين ولحج والضالع وتعز، والتحديات التي تواجه القوات في هذه المحاور.
وأشاد رئيس هيئة الأركان بصمود المقاتلين في جبهات القتال وتضحياتهم، مؤكداً على "واحدية الجبهة الوطنية" في مختلف مناطق الجمهورية ضد المشروع الحوثي المدعوم من النظام الإيراني، بحسب ما أوردت وكالة سبأ الرسمية.
ودعا بن عزيز إلى رفع وتيرة التأهيل والتدريب وتعزيز الجاهزية القتالية، وتحسين الأداء العملياتي في مختلف الوحدات، مشيراً إلى ضرورة تفعيل الخطط الميدانية التي من شأنها تحقيق اختراقات استراتيجية في جبهات القتال.
الاجتماع العسكري الموسع جاء بعد يومين من لقاء مماثل عقده بن عزيز إلى جانب وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة وقادة محاورها، في لقاء قد ينظر إليه كمؤشراً على تحول محتمل في إدارة وتنسيق العمليات العسكرية جنوب البلاد، ولا سيما مع تصاعد الهجمات الحوثية على مواقع الجيش وقصفها المتكرر للأحياء المدنية.
واستمع وزير الدفاع ورئيس الأركان خلال اللقاء إلى تقارير عملياتية حول أوضاع الجبهات الممتدة من أبين حتى تعز، مثمنين الدور المحوري الذي تضطلع به المنطقة العسكرية الرابعة في التصدي لمحاولات الاختراق الحوثية، ومشيدين بالدعم الأخوي المقدم من المملكة العربية السعودية وقيادة القوات المشتركة.
وتُعد هذه الاجتماعات، نادر حدوثها في عدن، منذ سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على المدينة، الامر الذي قد يفسر بأنه مؤشر على أن العاصمة المؤقتة قد تعود لتلعب دوراً محورياً كمركز تنسيق عسكري وإداري خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تزايد الضغوط الميدانية والتهديدات الأمنية، والتوجه لإعادة تحريك الجبهات الراكدة أو تعزيز الجبهات المشتعلة.