الثلاثاء 01 يوليو ,2025 الساعة: 07:00 مساءً

الحرف28 -متابعة خاصة
في أول لقاء مباشر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية منذ تعيين سالم بن بريك رئيسا للحكومة، عقد رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا مع برئيس مجلس الوزراء، في العاصمة المؤقتة عدن، لبحث التطورات الوطنية الراهنة، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية التي باتت تلقي بظلالها الثقيلة على معيشة المواطنين.
الاجتماع، الذي يعد الأول من نوعه منذ تعيين بن بريك رئيسا للحكومة، ركز على ضرورة تفعيل الدور الرقابي لمجلس النواب، وتسريع تشكيل الهيئات الدستورية المعطّلة، وفي مقدمتها اللجنة العليا للمناقصات، وهيئة مكافحة الفساد، إلى جانب أهمية إعداد موازنة الدولة العامة والحسابات الختامية، تمهيدًا لعرضها في الجلسة البرلمانية المرتقبة خلال الأسابيع المقبلة.
وأكد البركاني خلال اللقاء على ضرورة المعالجات الاقتصادية الجادة، وليس الاكتفاء بالحلول المؤقتة، مشيدًا في الوقت ذاته بالإجراءات الأولية التي بدأت الحكومة باتخاذها لضبط أسعار الصرف وتحسين الخدمات العامة، معتبرًا أن التناغم بين مؤسسات الدولة هو المدخل الصحيح لتجاوز الأزمات المتراكمة.
من جانبه، قدّم رئيس الوزراء إحاطة شاملة حول التحديات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مؤكدًا أن أي إصلاحات جذرية تتطلب أولًا تحقيق استقرار اقتصادي نسبي، وضمان استمرارية الموارد العامة، مشددًا على أهمية الرقابة البرلمانية كعامل مساعد لتعزيز الأداء التنفيذي وتحقيق الشفافية.
وشددت هيئة رئاسة البرلمان على ضرورة ارتباط أداء الحكومة بحياة الناس بشكل مباشر، من خلال توفير الخدمات، ومحاربة الفساد، وحماية المال العام والثروات الوطنية، مؤكدين دعمهم لكل ما من شأنه الدفع نحو استقرار شامل ومستدام.
يأتي اللقاء بين رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية في وقت يشهد فيه اليمن واحدة من أسوأ أزماته الاقتصادية منذ بداية الحرب. فقد واصل الريال اليمني هبوطه الحاد أمام العملات الأجنبية، مسجلاً أرقامًا قياسية متدنية في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، حيث تجاوز سعر الدولار الواحد حاجز 2740 ريالًا، وسط عجز حكومي عن كبح جماح التضخم وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين.
هذا التدهور الاقتصادي ترافق مع تراجع حاد في مستوى الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء والمياه والغاز، بينما تتصاعد معاناة المواطنين في محافظات مثل تعز التي تعاني من أزمات متكررة في المياه وغاز الطهي، ناهيك عن الحصار الحوثي الذي يزيد من تعقيد الوضع الإنساني فيها.
وفي الوقت الذي تقول فيه الحكومة انها تكافح لتأمين الموارد ودفع المرتبات، تشهد الأسواق ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، ما فاقم من معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي. كما أدى غياب الدور الفاعل للمؤسسات الرقابية إلى تفشي الفساد المالي والإداري، في ظل تحديات أمنية وسياسية متراكمة تعرقل جهود التعافي.