غروندبرغ يحذّر من التصعيد المتزايد في البحر الأحمر
الأربعاء 09 يوليو ,2025 الساعة: 07:30 مساءً
متابعات

حذّر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من التصعيد المتزايد في البحر الأحمر، وذلك عقب تعرض سفينتين تجاريتين لهجمات من قِبل جماعة الحوثي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بالإضافة إلى مخاوف من آثار بيئية محتملة.

وقال غروندبرغ في إحاطته أمام مجلس الأمن، الاربعاء، إن المنطقة تمر بـ"فترة مضطربة وغير مستقرة، طغت عليها تحولات متسارعة وآمال ضعيفة بخفض التصعيد". وأضاف: "رحّبنا بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، على أمل أن يخلق مساحة لاستعادة زخم الدبلوماسية، بما في ذلك في اليمن".

وأشار إلى أن الفترة المشمولة بالتقرير شهدت هجمات صاروخية متعددة شنّتها جماعة الحوثي باتجاه إسرائيل، في خضم المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة. كما لفت إلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة صنعاء وموانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، بالإضافة إلى محطة توليد كهرباء.

وأكد غروندبرغ أن "حرية الملاحة في البحر الأحمر يجب أن تُحمى، ويجب عدم استهداف البنية التحتية المدنية"، مشدداً على ضرورة تجنيب اليمن الانخراط في أزمات إقليمية تهدد بتقويض الوضع الهش في البلاد.

وفي سياق متصل، أشار المبعوث الأممي إلى استمرار الأنشطة العسكرية في عدة محافظات منها الضالع، الجوف، مأرب، تعز وصعدة، محذّراً من تصاعد التوترات والتحركات العسكرية نحو مأرب وتعز والضالع، الأمر الذي قد يُفاقم الانقسامات.

ودعا الأطراف اليمنية إلى تجنّب أي خطوات أحادية قد تُلحق الضرر بجميع اليمنيين، والالتزام بتهيئة الظروف اللازمة لسلام دائم، مشدداً على ضرورة إظهار استعداد حقيقي لاستكشاف مسارات الحل السلمي.

وفي الشأن الاقتصادي، أوضح غروندبرغ أن لقاءاته في عدن مع رئيس الوزراء، سالم بن بريك، ركّزت على اتخاذ تدابير ملموسة لتحسين صرف الرواتب وتعزيز القدرة الشرائية وتحفيز الاقتصاد، بالإضافة إلى دعم جهود الحكومة لاستئناف إنتاج وتصدير النفط والغاز.

كما أعاد التذكير بأهمية إطلاق سراح كافة المحتجزين على خلفية النزاع، داعياً إلى الوفاء بالتزامات "الكل مقابل الكل"، ومشيراً إلى أن العملية راكدة منذ أكثر من عام، رغم معاناة العائلات المستمرة.

ورحّب بفتح طريق الضالع، معتبراً ذلك تطوراً ملموساً يسهم في تعزيز حرية التنقل وتوسيع النشاط الاقتصادي، داعياً إلى تبنّي خطوات عملية تمهّد لحلول دائمة.

واقترح غروندبرغ التركيز على ثلاث أولويات أساسية، وهي دعم التهدئة وتحديد معايير وقف شامل لإطلاق النار، وتمهيد الطريق لمحادثات سياسية بين الأطراف، والعمل مع دول المنطقة والمجتمع الدولي لتأمين ضمانات أمنية، لا سيما تلك المرتبطة بحرية الملاحة في البحر الأحمر.

كما سلّط الضوء على لقاءاته مع ناشطات وقيادات مجتمع مدني، مؤكدًا أن أصواتهن الشجاعة تؤكد أهمية توسيع وحماية الفضاء المدني كعنصر أساسي لمستقبل اليمن.

وفي ختام إحاطته، جدّد دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين تعسفياً، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والوطنية، محذرًا من تزايد الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية عاجلة.


Create Account



Log In Your Account