الأحد 13 يوليو ,2025 الساعة: 04:37 مساءً
واصلت ميليشيا الحوثي تصعيد حملتها الممنهجة ضد المساجد والدعاة، عبر تنفيذ سلسلة من عمليات الاقتحام والاختطاف التي طالت أئمة ومعلمي قرآن في محافظة البيضاء، في خطوة وصفت بأنها محاولة لفرض الفكر الطائفي وتغييب صوت الاعتدال.
وأكد مركز رصد للحقوق والتنمية – عضو الشبكة اليمنية لروابط الضحايا – أن الميليشيا اختطفت الشيخ أحمد حسين الوهاشي، إمام جامع السنة ومدير مركز تحفيظ القرآن في منطقة مذوقين بمديرية ريف البيضاء، بسبب رفضه تحويل المركز الأهلي إلى كيان تابع لما يسمى بـ"وزارة التربية" الحوثية، مشيراً إلى أن الاعتقال تم خارج الأطر القانونية.
وفي حادثة أخرى، اقتحم مسلحون حوثيون مسجد الرحمن في منطقة ذي وين، بمديرية البيضاء، وأجبروا الشيخ إبراهيم عبدالجبار وأسرته على مغادرة سكن المسجد تحت تهديد السلاح، قبل تعيين مشرف موالٍ لهم بديلاً عنه. كما أفرغت مكتبة المسجد من الكتب الفقهية واستبدلت بمؤلفات فكرية منسوبة لمؤسس الجماعة.
وأضاف المركز أن الميليشيا طردت معلمي تحفيظ قرآن وزوجاتهم من عدة مساجد، واعتقلت الشيخ الحافظ إبراهيم الحبابي في منطقة ملاح بمديرية العرش، ومنعته من ممارسة نشاطه الدعوي دون أي مسوغ قانوني. كما منعت الخطيب عتيق الوري من الخطابة في الجامع الكبير بمنطقة ملاح وأجبرته على توقيع تعهد خطي بعدم العودة إلى المنبر.
وأشار بيان المركز إلى أن الحوثيين وزعوا مشرفين على عدد من المساجد والمدارس في البيضاء وإب وريمة، في مسعى لفرض توجهاتهم الفكرية على الطلاب والمعلمين، في انتهاك واضح للدستور والمواثيق الدولية التي تكفل حرية الاعتقاد والتعليم.
وأكد مركز رصد أن هذه الحملة تأتي ضمن سياسة ممنهجة لتكميم الأفواه وتفريغ المجتمع من رموزه المعتدلة، مستشهداً بجريمة قتل الشيخ صالح حنوتس في ريمة، واعتقال عشرات التربويين والأطباء والمشايخ في محافظة إب.
ودعا المركز في ختام بيانه المنظمات الدولية إلى توثيق هذه الانتهاكات والضغط على الميليشيا لوقف استهدافها للمؤسسات الدينية والتعليمية، مشدداً على ضرورة تحييد دور العبادة ومراكز التعليم عن الصراعات والأيديولوجيات المتطرفة.