الإثنين 21 يوليو ,2025 الساعة: 04:59 مساءً
متابعات
قال المركز الأمريكي للعدالة إن ما يتعرض له أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة من سياسة تجويع ممنهجة وغير إنسانية، يشكل واحدة من أبشع الجرائم المرتكبة في القرن الحادي والعشرين، محذرا من مجاعة وشيكة تهدد حياة الملايين، في ظل تواطؤ دولي وصمت مخزٍ من قبل مجلس الأمن والهيئات الأممية المعنية.
وأضاف المركز، في بيان صادر عنه، إن مدينة غزة تشهد انهيارا شاملًا في مقومات الحياة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023، مشيرا إلى أن الحصار الخانق المفروض من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا خلال الأشهر الأخيرة مع إغلاق كافة المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، أدى إلى تدهور إنساني دراماتيكي.
ووفقا لتقارير أممية حديثة صادرة في يوليو 2025، بلغ انعدام الأمن الغذائي في غزة مستويات كارثية، حيث يعاني نحو 2.1 مليون شخص من نقص حاد، بينهم 470 ألفًا في المرحلة الخامسة من التصنيف العالمي لانعدام الأمن الغذائي، أي في مرحلة "المجاعة الفعلية".
وسُجلت وفاة 76 طفلًا خلال الشهر الجاري فقط نتيجة الجوع ونقص الرعاية الطبية، إلى جانب سقوط عشرات المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الطعام التي غالبًا ما كانت هدفًا للقصف أو إطلاق النار.
وشدد المركز على أن "إسرائيل لا ترتكب هذه الجريمة وحدها، بل تحظى بدعم مباشر بالسلاح والمال وغطاء سياسي من دول كبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي"، متهمًا تلك الدول بـ"التقاعس عن واجباتها القانونية والإنسانية".
وانتقد المركز فشل مجلس الأمن في التحرك رغم التحذيرات المتكررة من منظمات دولية، بينها منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، مؤكدًا أن استمرار هذا العجز يرقى إلى مستوى "التواطؤ المكشوف"، ويقوض منظومة القانون الدولي.
ودعا المركز الأمريكي للعدالة إلى رفع فوري وغير مشروط للحصار عن غزة، وفتح المعابر أمام تدفق المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود، مطالبًا بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة لتوثيق جرائم التجويع والانتهاكات الحقوقية، ومحاسبة مرتكبيها وفقًا للقانون الدولي.
وحثّ المركز الأمين العام للأمم المتحدة على تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لتحريك مجلس الأمن وتحميله مسؤولياته في حماية المدنيين، مشددًا على ضرورة توفير حماية فعلية للأطفال والمدنيين في غزة ووقف استهداف مراكز توزيع الغذاء والمرافق الصحية.
ودعا المركز الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف إلى الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية والقانونية، والعمل على كسر الحصار وإنهاء السياسات العقابية التي تهدد حق سكان غزة في الحياة والكرامة.