أقتلوه.. أو أطرحوه أرضاً
الأربعاء 13 أُغسطس ,2025 الساعة: 07:55 مساءً

عندما غار أبناء يعقوب من أخيهم يوسف بسبب حب أبيه له ، قال كبيرهم: ( اقتلوه .. أو اطرحوه أرضاً )
وهكذا نحن في مجتمعنا نتوارث ما ساء من تلك القصص ولم نتخذها عبرة، بقدرما اتخذناها منهج حياة، نمارس أبشع الصور خلالها لتثبيط همم بعضنا، وإعاقة من يملك الجرأة والشجاعة لتحقيق قدر من النجاح لمداواة جراحات هذا الوطن الذي أصبح يئن بنيران صديقه وخيانات وتواطوء أبنائه، وإن ظهر فينا أو من بيننا صاحب مشروع إيجابي لمحاولة اصلاح خلل أو مساواة اعوجاج قاتلناه، وحاربناه ووقفنا ضده بما أوتينا من قوة دون وعي أو إدراك أننا إنما نقف بعملنا هذا وفعلنا هذا ضد مصالحنا، وضد أعمال التصحيح والتغيير التي يجب أن نقوم كلنا كيد واحدة لمساندة من نذر نفسه لتبنيها أو البدء بها متحملاً كل ويلات التخوين والسباب.

لست مقرباً كثيراً من العميد ابو مشعل الكازمي مدير عام أمن أبين حد الكفاية، فقد فصلت بيننا مشاغل الحياة، ولم التقه منذ سنوات قبل تعيينه في منصبه هذا رغم أنه صديقاً ورفيق نضال جمعتنا ميادين وساحات النضال السلمي سنوات، وعرفته ميادين الوغى وخنادق المواجهات قائداً مقداماً وضابطاً مهاباً،  ومع هذا فأكاد أجزم أني أتابع أنشطته وأعماله التي اختلفت في كثير منها معه وكتبت عنها عاتباً وناقداً ورافضاً،  وأيدته ودافعت عنه وعن مواقف أخرى له.

 لكن هذا لا يعفيني من قول كلمة ليست كلمة حق فحسب، ولكنها أمانة يجب أن تقال وليس تقال فقط، وإنما ليرتد صداها في آذان من به صمم من قيادات مجلس القيادة والحكومة ووزارة الداخلية والمجلس الانتقالي، باعتبارهم شركاء في عصيد هذه البلاد.

بالأمس استمعت إلى كلمته التي تقطر دماً وتفطر قلب كل ذو ضمير حي وهو يحكي بحرقة الرجال الأوفياء لشرف المهنة والقسم ما يكابده من تعنت وعناد واهمال الجهات المختصة، والكيل بمكيالين، نصيب محافظة أبين من هذه المكاييل، هو الأقل حجماً.

بل والتطنيش من قبل تلك الجهات في توفير الحد الأدنى من ضروريات العمل والموازنات المستحقة لأبين مثل بقية المحافظات.

أبين هي عمود التوازن شاء من شاء وأبى من أبى، وتظل مصدر التعافي والرخاء، وبدونها أو بمحاولة إقصاءها أو التقليل من أهميتها ومن دور رجالاتها المجاهدين في كل ميادين النضال والحياة لنصرة هذا الوطن واعلاء شأنه، تخسروا الكثير.

من أستمع إلى التسجيل المرئي لأبي مشعل يصاب بالفاجعة وتخذله قواه وحواسه إن حاول التفكير .. معقول لهذا الحد وصلت الأمور من حيث أعمال الانتقام ومحاولات الإفشال وترك ابين وأبناءها وحيدة تصارع بدون امكانيات كل أصناف العداء والأعداء،  وهي تدافع عن حياض الوطن وكرامته وأمنه واستقراره، حتى إذا ما فشلت كيلت لها تهم التخوين والارتزاق.

إن المسألة غدت واضحة من خلال تسجيل أبو مشعل، فالمشكلة ليست في شخص أبو مشعل، والحرب ليست ضده بقدر ما هي موجهة ضد ابين تاريخاً وانساناً وقادة وجيل مستقبل.. 
ياجماعة الخير: قلناها من زمان ونكررها إلى أن تدركوا وتسوعبوا: لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي ابين. 

نشهد الله أن أبين هي ابين،  سواء بأبو مشعل أو بالصف القيادي حالياً من ابين ( على قلتهم) أو فيمن سبقهم أو ياتي بعدهم ط،  لكن طريقة التعامل المتعمدة هذه تخلق ندوباً في النفوس وتنأى بالقلوب.

فقط مايحز في النفس أن يتم عبر هذه الأساليب التخلص من الأشخاص والقيادات التي نحتاجها ويحتاجها الوطن في وضعه هذا. 
لن نقول كلنا أبو مشعل لأن هذه شعارات للاستهلاك، والكازمي غنى عنها.. ولن تنظم المسيرات لرفض اقالته أو رده عن استقالته، ولكننا نضع على طاولاتكم وفي مسامعكم صرخة حب وليس استجداء، أن تغيروا نظرتكم  تجاه أبين وتقفوا مع أمنها، وتعطوها حقها من الإستحقاق، فأمنها أمن جميع الوطن، ولا تتركوها فريسة سهلة لضباع السوء حتى لا تندموا غداً على مجد أضعتموه.


Create Account



Log In Your Account