السبت 03 أبريل ,2021 الساعة: 10:10 مساءً

متابعات خاصة
أعلن الأردن اليوم، السبت، اعتقال رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسباب أمنية لم يحددها.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "بترا" على لسان مصدر أمني لم تسمه وفق الجزيرة نت، أن اعتقال عوض الله والشريف حسن بن زيد وآخرين، قد تم بعد متابعة أمنية حثيثة.
وأضاف المصدر، أن التحقيق جار في الموضوع دون أن يحدد أسباب الاعتقال، وتفاصيل المتابعة الأمنية التي قادت إلى ذلك.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية أن السلطات الأردنية تحتجز الأمير حمزة بن الحسين و20 آخرين بسبب ما قالت إنه تهديد لاستقرار البلاد، لكن وسائل إعلام أردنية نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن الأمير حمزة بن الحسين ليس قيد الإقامة المنزلية أو التوقيف.
كما نقلت واشنطن بوست عن مسؤولين بالقصر الملكي الأردني أن ما وصفوه بالمؤامرة ضمت كذلك زعماء قبائل ومسؤولين بأجهزة أمنية.
وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الأردنيين قولهم إن مؤامرة معقدة وبعيدة المدى ضمت أحد أفراد العائلة المالكة.
مصادر أخرى متطابقة أشارت إلى أن اعتقال باسم عوض الله جاء على خلفية علاقات مشبوهة واستغلال مجلس القدس للتطوير والتنمية لشراء اراض لصالح اليهود.
علاقته بالإمارات
وباسم عوض الله الذي اعتقلته السلطات الأردنية بتهمة التخطيط لمحاولة الانقلاب هو أحد المقربين من رجل الامارات القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان.
وعينت الامارات عوض الله عضوا في مجلس إدارة كلية دبي للإدارة الحكومية وشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة طموح في الامارات، وفي ذات الوقت يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة "البنك العربي – الأردن "، وعضو مجلس إدارة "مجموعة البركة المصرفية" في مملكة البحرين منذ عام 2010، و"البنك العربي الوطني" ممثلاً عن "البنك العربي – الأردن".
وكان عوض الله قد شغل منصب رئيس "الديوان الملكي الهاشمي" بين 2007 و2008، ومدير الدائرة الاقتصادية فيه بين 1999 و2001، ومدير مكتب الملك عبدالله الثاني بن الحسين بين 2006 و2007، ووزير المالية خلال 2005، ووزير التخطيط والتعاون الدولي بين 2001 و2005، وعُين عضو في مجلس أمناء "جامعة القدس" في فلسطين عام 2014، إلى جانب مناصب أخرى كثيرة داخل وخارج الاردن ابرزها مبعوث الملك إلى السعودية.
اول الشك
وكانت أول علامات الشكوك بعوض الله قد ظهرت في 2018، عندما قرر الملك الاردني، عزله من موقعه مبعوثا خاصا لدى المملكة العربية السعودية. وعجز المراقبون حينها تفسير قرار العزل الغامض.
وليست المرة الأولى التي يقوم فيها ملك الأردن بعزل عوض الله عن منصب يشغله؛ آخر مرة عزله الملك كان بعد ضجيج حرب طاحنة واستقطاب حاد في الدولة الأردنية بين مدير المخابرات الأسبق محمد الذهبي ورئيس ديوان الملك ومدير مكتبه باسم عوض الله. وانتهت القصة بأن أزاح الملك الرجلين من منصبيهما؛ ذهب مدير المخابرات إلى السجن بعد محاكمة فساد، وبقي عوض الله بدون منصب رسمي أردني ومتهما دوما (شعبيا ونخبويا) بالفساد؛ لكنه على أرض الواقع كان دوما قريبا من دائرة الملك.
نسج المؤامرة
خلال السنوات الاخيرة، اقترب عوض الله من شخص ولي العهد السعودي، الذي يتهم أيضا بالاشتراك في محاولة الانقلاب، مسافة تشبه مسافة اقترابه من الملك عبدالله الثاني.
وبحسب مقال نشرته صحيفة الشرق الاوسط في 2018، فإن باسم عوض الله كان حاضرا بقوة في التفاصيل العميقة حين يغيب عن واجهة المشهد، وغياب الرجل، يجلب القلق من أدواره خلف المشهد، مما يبقي دوره الأخير مبعوثا خاصا للملك الأردني عند الملك السعودي (وولي عهده)، خاضعا لكل الاحتمالات والتوقعات والتشابكات، خصوصا أنه اقترب من شخص ولي العهد السعودي مسافة تشبه مسافة اقترابه من الملك عبدالله الثاني.